فتأويلها مَا يُعلمهُ إِلَّا الله والراسخون فِي الْعلم وَيَقُولُونَ آمنا بِهِ ثمَّ أظهر الضَّمِير الَّذِي فِي يَقُولُونَ فَقَالَ وَيَقُول الراسخون وَقد أفردنا لهَذِهِ الْمَسْأَلَة كتابا لسعة الْكَلَام فِيهَا وَالْهَاء فِي تَأْوِيله تعود على الْمُتَشَابه وَقيل تعود على الْكتاب وَهُوَ الْقُرْآن كُله
قَوْله {كدأب آل فِرْعَوْن} الْكَاف فِي مَوضِع نصب على النَّعْت لمصدر مَحْذُوف تَقْدِيره عِنْد الْفراء كفرت الْعَرَب كفرا ككفر آل فِرْعَوْن وَفِي هَذَا القَوْل إِيهَام للتفرقة بَين الصِّلَة والموصول
قَوْله {فِئَة} أَي إِحْدَاهمَا فِئَة
قَوْله {تقَاتل} فِي مَوضِع النَّعْت لفئة وَلَو خفضت فِئَة عَن الْبَدَل من فئتين لجَاز وَهِي قِرَاءَة الْحسن وَمُجاهد وَتَكون أُخْرَى فِي مَوضِع خفض
قَوْله {وَأُخْرَى} فِي مَوضِع رفع على خبر الِابْتِدَاء وَهِي صفة قَامَت مقَام الْمَوْصُوف وَهُوَ فِئَة تَقْدِيره وَالْأُخْرَى فِئَة أُخْرَى كَافِرَة وَيجوز النصب فيهمَا على الْحَال أَي التقتا مختلفتين
قَوْله {ترونهم} من قَرَأَ بِالتَّاءِ فموضعه نصب على الْحَال من الْكَاف وَالْمِيم فِي لكم أَو فِي مَوضِع رفع على النَّعْت لأخرى أَو فِي مَوضِع خفض على النَّعْت لأخرى أَن جَعلتهَا فِي مَوضِع خفض على الْعَطف على فِئَة فِي قِرَاءَة من خفضها على الْبَدَل من فئتين وَالْخطاب فِي لكم للْيَهُود وَقيل للْمُسلمين وَفِي هَذِه الْآيَة وُجُوه من الْإِعْرَاب والمعاني على قدر الِاخْتِلَاف فِي رُجُوع الضمائر فِي قَوْله ترونهم مثليهم وعَلى اخْتِلَاف الْمعَانِي فِي قِرَاءَة من قَرَأَ بِالْيَاءِ فِي ترونهم يطول ذكرهَا وَقد رسمنا لشرحها كتابا مُفردا
قَوْله {مثليهم} نصب على الْحَال من الْهَاء وَالْمِيم فِي ترونهم لِأَنَّهُ من