بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
قَوْله تَعَالَى لترون الْجَحِيم من قَرَأَ بِضَم التَّاء جعله فعلا رباعيا مَنْقُولًا من رأى من رُؤْيَة الْعين فتعدى بنقله الى الرباعي الى مفعولين قَامَ أَحدهمَا مقَام الْفَاعِل وَهُوَ الْمُضمر فِي لترون مفعول لم يسم فَاعله والجحيم الْمَفْعُول الثَّانِي وَمن فتح التَّاء جعله فعلا ثلاثيا غير مَنْقُول الى الرباعي فعداه الى مفعول وَاحِد لِأَنَّهُ فِي الْوَجْهَيْنِ من رُؤْيَة الْعين أَصله لترأيون فألقيت حَرَكَة الْهمزَة على الرَّاء كَمَا فعل ذَلِك فِي يرى وَترى على التسهيل تسهيلا مستمرا فِي هَذَا الْبناء حَيْثُ وَقع مُسْتَقْبلا فَبَقيَ لتريون فَلَمَّا تحركت الْيَاء وَانْفَتح مَا قبلهَا قلبت ألفا وحذفت لسكونها وَسُكُون الْوَاو بعْدهَا فَبَقيَ لترون ثمَّ دخلت النُّون الْمُشَدّدَة فحذفت نون الاعراب للْبِنَاء وحركت الْوَاو بِالضَّمِّ لسكونها وَسُكُون أول النُّون الْمُشَدّدَة وَلَا يجوز همز الْوَاو من لترون لانضمامها لِأَن حركتها عارضة لالتقاء الساكنين وهما الْوَاو وَأول المشدد أَلا ترى أَنَّك لم ترد لَام الْفِعْل الَّتِي قد حذفت قبل الْوَاو لسكونها وَسُكُون وَاو الضَّمِير وَقد تحركت وَاو الضَّمِير لسكونها وَسُكُون أول النُّون الْمُشَدّدَة الَّتِي للتَّأْكِيد فَلَمَّا لم يعْتد بحركتها لم ترد لَام الْفِعْل وَلم يجز همزها وَمثله الثَّانِي وَلم يجز حذف الْوَاو لالتقاء الساكنين لِأَنَّهُ قد حذف