قَوْله سلاسلا وقواريرا أَصله كُله أَن لَا ينْصَرف لِأَنَّهُ جمع وَالْجمع ثقيل وَلِأَنَّهُ لَا يجمع فَخَالف سَائِر الْجمع وَلِأَنَّهُ لَا نَظِير لَهُ فِي الْوَاحِد وَلِأَنَّهُ غَايَة الجموع إِذْ لَا يجمع فثقل فَلم ينْصَرف فَأَما من صرفه من الْقُرَّاء فَإِنَّهَا لُغَة لبَعض الْعَرَب حكى الْكسَائي أَنهم يصرفون كل مَا لَا ينْصَرف الا أفعل مِنْك وَقَالَ الْأَخْفَش سمعنَا من الْعَرَب من يصرف هَذَا وَجَمِيع مَالا ينْصَرف وَقيل انما صرفه لِأَنَّهُ وَقع فِي الْمُصحف بِالْألف فَصَرفهُ على الِاتِّبَاع لخط الْمُصحف وانما كتب فِي الْمُصحف بِأَلف لِأَنَّهَا رُؤُوس الْآي فَأَشْبَهت القوافي والفواصل الَّتِي تزاد فِيهَا الْألف للْوَقْف وَقيل انما صرفه لِأَنَّهُ جمع كَسَائِر الجموع قد جمعه بعض الْعَرَب كالواحد فَانْصَرف كم ينْصَرف الْوَاحِد أَلا ترى الى قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لحفصة أنكن لأنتن صواحبات يُوسُف فَجمع صَوَاحِب بِالْألف وَالتَّاء كَمَا يجمع الْوَاحِد فَانْصَرف كَمَا ينْصَرف الْوَاحِد وَحكى الْأَخْفَش مواليات فلَان فَجمع موَالِي فَصَارَ كالواحد وَأنْشد النحويون للفرزدق