قَوْله {يَوْم ندعوا كل أنَاس بإمامهم} الْعَامِل فِي يَوْم فعل دلّ عَلَيْهِ الْكَلَام كَأَنَّهُ قَالَ لَا يظْلمُونَ يَوْم ندعوا وَدلّ عَلَيْهِ قَوْله وَلَا يظْلمُونَ فتيلا وَلَا يحسن أَن يعْمل فِيهِ نَدْعُو لِأَن يَوْمًا مُضَاف إِلَيْهِ وَلَا يعْمل الْمُضَاف إِلَيْهِ فِي الْمُضَاف لِأَنَّهُمَا كاسم وَاحِد وَلَا يعْمل الشَّيْء فِي نَفسه وَالْبَاء فِي بإمامهم تتَعَلَّق بندعو فِي مَوضِع الْمَفْعُول الثَّانِي لندعو تعدى إِلَيْهِ بِحرف جر وَيجوز أَن تتَعَلَّق الْبَاء بِمَحْذُوف والمحذوف فِي مَوضِع الْحَال فَيكون التَّقْدِير نَدْعُو كل أنَاس مختلطين بإمامهم أَي فِي هَذِه الْحَال وَمَعْنَاهُ ندعوهم وإمامهم فيهم وَمَعْنَاهُ على القَوْل الأول ندعوهم باسم إمَامهمْ وَهُوَ معنى مَا رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس فِي تَفْسِيره وَقد رُوِيَ عَن الْحسن أَن الإِمَام هُنَا الْكتاب الَّذِي فِيهِ أَعْمَالهم فَلَا تحْتَمل على هَذَا أَن تكون الْبَاء إِلَّا مُتَعَلقَة بِمَحْذُوف وَذَلِكَ الْمَحْذُوف فِي مَوضِع الْحَال تَقْدِيره ندعوهم وَمَعَهُمْ كِتَابهمْ الَّذِي فِيهِ أَعْمَالهم كَأَنَّهُ فِي التَّقْدِير ندعوهم ثَابتا مَعَهم كِتَابهمْ أَو مُسْتَقرًّا مَعَهم كِتَابهمْ وَنَحْو ذَلِك فَلَا يتَعَدَّى نَدْعُو على هَذَا التَّأْوِيل إِلَّا إِلَى مفعول وَاحِد
قَوْله {فَهُوَ فِي الْآخِرَة أعمى} هُوَ من عمي الْقلب فَهُوَ ثلاثي