مَوضِع نصب ردا على الأولى كَأَنَّهَا بدل من الأولى وَفِيه بعد لِأَن من إِن كَانَت مَوْصُولَة بِمَعْنى الَّذِي وَجعلت فَأَنَّهُ بَدَلا من أَن الأولى بقى الِابْتِدَاء وَهُوَ من بِغَيْر خبر وان كَانَت من للشّرط بقى الشَّرْط بِغَيْر جَوَاب مَعَ أَن ثبات الْفَاء يمْنَع من الْبَدَل لِأَن الْبَدَل لَا يحول بَينه وَبَين الْمُبدل مِنْهُ بِشَيْء غير الاعتراضات وَالْفَاء لَيست من الاعتراضات فَإِن جعلت الْفَاء زَائِدَة لم يجز لِأَنَّهُ يبْقى الشَّرْط بِغَيْر جَوَاب أَن جعلت أَن الثَّانِيَة بَدَلا من الأولى وَيبقى الْمُبْتَدَأ بِغَيْر خبر أَن جعلت من مَوْصُولَة وَأَن بَدَلا من الأولى فَأَما الْكسر فيهمَا فعلى الِاسْتِئْنَاف أَو على إِضْمَار قَالَ وَالْكَسْر بعد الْفَاء أحسن لِأَن الْفَاء يبتدأ بِمَا بعْدهَا فِي أَكثر الْكَلَام فالكسر بعْدهَا أحسن
قَوْله {ولتستبين سَبِيل} من قَرَأَ بِالتَّاءِ وَنصب السَّبِيل جعل التَّاء عَلامَة خطاب واستقبال وأضمر اسْم النَّبِي فِي الْفِعْل وَمن قَرَأَ بِالتَّاءِ وَرفع السَّبِيل جعل التَّاء عَلامَة تَأْنِيث واستقبال وَلَا ضمير فِي الْفِعْل وَرفع السَّبِيل بِفِعْلِهِ حكى سِيبَوَيْهٍ استبان الشَّيْء واستبنته أَنا فَأَما من قَرَأَ بِالْيَاءِ وَرفع السَّبِيل فَإِنَّهُ ذكر السَّبِيل لِأَنَّهُ يذكر وَيُؤَنث وَرَفعه بِفِعْلِهِ وَمن