خفضه عطفه على الرؤوس وأضمر مَا يُوجب الْغسْل فالآية محكمَة كَأَنَّهُ قَالَ وأرجلكم غسلا وَقَالَ الْأَخْفَش وَأَبُو عُبَيْدَة الْخَفْض فِيهِ على الْجوَار وَالْمعْنَى الْغسْل وَهُوَ بعيد لَا يحمل الْقُرْآن عَلَيْهِ وَقَالَ جمَاعَة هُوَ عطف على الرؤوس وَالْآيَة مَنْسُوخَة بِالسنةِ بِإِيجَاب غسل الأرجل وَهِي مَنْسُوخَة على هَذِه الْقِرَاءَة وَقيل هُوَ عطف على الرؤوس مُحكم اللَّفْظ لَكِن التَّحْدِيد يدل على الْغسْل فَلَمَّا حد غسل الأرجل إِلَى الْكَعْبَيْنِ كَمَا حد غسل الْأَيْدِي إِلَى الْمرْفقين علم أَنه غسل كالأيدي وَقيل الْمسْح فِي اللُّغَة يَقع بِمَعْنى الْغسْل يُقَال تمسحت للصَّلَاة أَي تَوَضَّأت فبينت السّنة أَن المُرَاد بمسح الأرجل إِذا خفضت الْغسْل

قَوْله {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدا} من جعل الصَّعِيد الأَرْض أَو وَجه الأَرْض نصب صَعِيدا على الظّرْف وَمن جعل الصَّعِيد التُّرَاب نَصبه على أَنه مفعول بِهِ حذف مِنْهُ حرف الْجَرّ أَي بصعيد وطيبا نَعته أَي نظيفا وَقيل الطّيب مَعْنَاهُ الْحَلَال فَيكون نَصبه على الْمصدر أَو على الْحَال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015