تَفْسِير مُشكل إِعْرَاب سُورَة النِّسَاء بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
قَوْله تَعَالَى {يَا أَيهَا النَّاس} أَي نِدَاء مُفْرد وَلذَلِك ضم وضمه بِنَاء وَلَيْسَ بإعراب وموضعه مَوضِع نصب لِأَنَّهُ مفعول فِي الْمَعْنى وَالنَّاس نعت لأي وَهُوَ نعت لَا يسْتَغْنى عَنهُ لِأَنَّهُ هُوَ المنادى فِي الْمَعْنى وَلَا يجوز عِنْد سِيبَوَيْهٍ نَصبه على الْموضع كَمَا جَازَ فِي يَا زيد الظريف والظريف على الْموضع لِأَن هَذَا نعت قد يسْتَغْنى عَنهُ وَقَالَ الْأَخْفَش النَّاس صلَة لأي فَلذَلِك لَا يجوز حذفه وَلَا نَصبه وَأَجَازَ الْمَازِني نصب النَّاس قِيَاسا على يَا زيد الظريف
قَوْله {والأرحام} من نَصبه عطفه على اسْم الله تَعَالَى أَي وَاتَّقوا الْأَرْحَام أَن تقطعوها وَيجوز أَن يكون عطفه على مَوضِع بِهِ كَمَا تَقول مَرَرْت بزيد وعمرا بعطفه على مَوضِع بزيد لِأَنَّهُ مفعول بِهِ فِي مَوضِع نصب وَإِنَّمَا ضعف الْفِعْل فتعدى بِحرف وَمن خفضه عطفه على الْهَاء فِي بِهِ وَهُوَ قَبِيح عِنْد سِيبَوَيْهٍ لِأَن الْمُضمر المخفوض بِمَنْزِلَة التَّنْوِين لِأَنَّهُ يُعَاقب التَّنْوِين فِي مثل غلامي وغلامك وداري ودارك وَنَحْوه وَيدل على أَنه كالتنوين إِنَّهُم حذفوا الْيَاء فِي النداء إِذْ هُوَ مَوضِع يحذف مِنْهُ التَّنْوِين تَقول يَا غُلَام