الشرعية شيئاً كبيراً: أقلها أنهم أقاموا الحجة، وصدعوا بالحق بطريق يقره الجميع، ويرضى به حتى أهل الباطل .. وهذا في حد ذاته هدف شريف وغاية مطلوبة {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164} [الأعراف: 164].

وكذلك استطاع الإسلاميين تقليل الشر، وتكثير الخير ويكفي أن نعلم أن قراراً تشريعياً واحداً صدر في الكويت مثلاً عن مجلس الأمة بتحريم الخمر قد حمى الكويت من أم الخبائث وصان شبابها من أعظم أنواع الشرور، وقد حاول المفسدون مراراً وتكراراً كسر هذا القانون بتشريع آخر من مجلس الأمة فما استطاعوا .. وهذا تشريع واحد حمى الله به بلدا عن مثل هذا .. وإن كان هذا خيراً جزئياً لكنه في النهاية خير من انتشار الشر، وشيوع الفاحشة ..

وأما أن الإسلاميين قد لا يصلون بالطريق الديمقراطي إلى تطبيق الشريعة كاملاً فنقول: إن الطريق طويل، والجهاد مع اللادينيين، وأعداء الإسلام في الداخل والخارج مرير، والجميع يعلم أن القرار الذي حال بين جبهة الإنقاذ الإسلامية في الجزائر وحيازة الحكم وتحكيم الشريعة إنما كان قراراً خارجياً من فرنسا التي حركت الجيش الجزائري الذي رباه الاستعمار والذي يستحيل أن يصل فيه من يحافظ على الصلاة إلى منصب ضابط صف، والذي يعزل فيه الجندي وينفى إلى أقصى أرض الجزائر إذا كان يصلي ..

ونقول الطريق طويل .. ولا بد من تخطي العقبات حتى يصل المسلمون إلى تطبيق شريعة الله كاملة في أرض الإسلام بل في العالم أجمع وهو كائن بحول الله لا محالة.

6 - الكثرة مذمومة وهي على الباطل:

وقالوا بأن الديمقراطية هي حكم الأغلبية وقد ذم الله الكثرة وبين أنها دائما على الباطل كقوله تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} [الأنعام: 116].

والجواب: أنه هذا بالنسبة لأمة الإسلام وأمة الكفر .. فأمة الإسلام تظل أقل عدداً من أمم الكفر، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ فِي قُبَّةٍ، فَقَالَ: «أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015