والبديل الثاني هو القعود والاعتزال وترك شئون المسلمين للظلمة والمفسدين، وانتظار معجزة من السماء أو تغيير دون بذل أسباب وجهاد، ومعلوم منافاة هذا للدين والاعتقاد ولقوله تعالى: {{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأنفال: 53]
وأمر الله سبحانه وتعالى لأمة الإسلام أن تؤدي الأمانة إلى أهلها، وأن تنزعها من غير أهلها من الكفار والمارقين ووجوب الجهاد في سبيل الله لتكون كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا، ولا شك أن القعود والعزلة في مثل هذه الأحوال من أعظم الآثام لأنه ترك للجهاد الواجب، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الواجب، وإقرار الباطل، وكتمان العلم، وترك شئون المسلمين للمفسدين والظلمة واللصوص المتغلبة .. والسكوت هذا لا شك أنه أثم عظيم وفساد كبير ..
قلت: هناك الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاولة إصلاح الناس والأخذ بيدهم إلى بر الأمان، وهذا فيه خير كثير لمن لا يستطيع أن ينفع المسلمين من خلال هذه الولايات أو يدفع عنهم ضرا.
ـــــــــ