الأنظمة الديمقراطية، أو الاستبدادية التي تحكم بالهوى أنظمة قائمة في أمة الإسلام الآن، وليست خيالاً أو أمراً نظرياً افتراضياً .. والخلاف الآن هو في كيفية التعامل الشرعي مع هذه الأنظمة والأعراف والقوانين القائمة.

2 - مواقف الدعاة إزاء الحكومات المعاصرة:

باستقراء آراء العاملين للإسلام اليوم ومناهجهم الدعوية نجد أنهم ينقسمون إلى أربعة مناهج أساسية وهي كما يلي:

أ- فكر (الجهاد):

الفكر الذي أطلق عليه أصحابه فكر الجهاد وهو يقوم باختصار على وجوب حرب الأنظمة القائمة الآن بالسيف، وإزالة الحكومات القائمة بالقوة، واستباحة قتالهم ومن يتترسون بهم جيش وشرطة وأعوان ومخابرات، وأن هذا هو السبيل لإقامة حكم الله في الأرض، ويرى المنتمون إلى هذا الفكر أن القبول بالمناصب العامة، والدخول في المجالس التشريعية كفر وردة .. ويوسع هؤلاء أيضاً مدلول الجهاد ليشمل كل من يهاجم الإسلام وينتقده. (?)

ب- جماعة (الإسلام المستنير):

وفريق آخر يرى أن النظام الديمقراطي لا يناقض الدين بل يوافق الإسلام، وأنه لا يختلف عن الشورى، وأن الحكومات القائمة تطبق الإسلام في الكثير وتخالفه في القليل، وهذا الفريق مستعد للتنازل عن كثير من أحكام الإسلام، كتولي المرأة للولايات العامة، ومعاملة غير المسلمين على قدم المساواة مع المسلمين، وإباحة أنواع مما يسمى بالفن كالغناء، والموسيقى، وإباحة أنظمة البنوك الربوية القائمة، وإسقاط الفروق العقائدية بين طوائف الإسلام، وفتح باب الاجتهاد لتجاوز كثير من أحكام السنة، والإجماع، وجعل العقل والمصلحة هو الحكم والفيصل في الحكم الشرعي. وهذا الفريق من الدعاة والعلماء يملكون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015