وَقَوله عَلَيْك بِقُرَيْش بِأبي جهل بن هِشَام وَفُلَان وَفُلَان أَي الْحق نقمتك بهم وَجَاء لكافتهم فِي الْجِهَاد فِي بَاب الدُّعَاء على الْمُشْركين عَلَيْك بِقُرَيْش لأبي جهل بِاللَّامِ إِلَّا الْأصيلِيّ فَعنده بِأبي جهل كَمَا فِي سَائِر الْأَبْوَاب وَهُوَ الصَّوَاب هُنَا لِأَنَّهُ سماهم وعينهم فِي دُعَائِهِ
قَوْله اذْهَبْ فقد ملكتكها بِمَا مَعَك من الْقُرْآن قيل الْبَاء هُنَا بِمَعْنى اللَّام أَي لأجل مَا مَعَك مِنْهُ وَهَذَا على مَذْهَب من لم ير النِّكَاح بِالْإِجَارَة وَقيل هِيَ بَاء التعويض كَقَوْلِه بِعته بدرهم وَهَذَا على قَول من رَآهُ إِجَارَة وَأَجَازَ النِّكَاح بهَا
وَقَوله بِأبي وبأبيك أَي أفدى بِهِ الْمَذْكُور
وَقَوله بأبيك أَنْت مثله أَي أفديك بِهِ وَهِي كلمة تسْتَعْمل عِنْد التَّعْظِيم والتعجب
وَفِي خبر أبي بكر وَعلي فَكَانَ النَّاس لعَلي قَرِيبا حَتَّى رَاجع الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ كَذَا فِي رِوَايَة ابْن ماهان فِي حَدِيث إِسْحَاق وَالْبَاء هُنَا زَائِدَة وبإسقاطها قَيده شَيخنَا التَّمِيمِي عَن الْحَافِظ أبي عَليّ وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذِه الرِّوَايَة الْأَمر الْمَعْرُوف فِي هَذَا الْبَاب وللرواة هُنَا الْأَمر وَالْمَعْرُوف وَقَوله أقرَّت الصَّلَاة بِالْبرِّ وَالزَّكَاة قَالَ لي ابْن سراج معنى الْبَاء هُنَا مَعَ أَي أقرَّت مَعَ الْبر وَالزَّكَاة فَصَارَت مَعَهُمَا مستوية وَقيل غير هَذَا وسنذكره فِي حرف الْقَاف
وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن رَافع كُنَّا نتحرج أَن نطوف بالصفا والمروة كَذَا فِي جَمِيع النّسخ عَن مُسلم قيل صَوَابه بَين الصَّفَا والمروة قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد يَصح أَن تكون بِمَعْنى فِي أَي فِي فنائهما أَو أرضهما ونطوف هُنَا بِمَعْنى نسعى وَقَوله بَايَعْنَاهُ على أَن لَا نشْرك إِلَى قَوْله بِالْجنَّةِ إِن فعلنَا ذَلِك كَذَا للسجزي وَابْن الْحذاء وللجلودي فالجنة وَكِلَاهُمَا صَحِيح بِمَعْنى وَالْبَاء هُنَا بَاء الْبَدَل والعوض وَمثله قَوْله فِي الْوضُوء للْجُمُعَة فِيهَا ونعمت قيل بِالسنةِ أَخذ ونعمت الْخصْلَة الْوضُوء وَقيل معنله فبالرصة أَخذ وَهُوَ أظهر لِأَن الَّذِي ترك هُوَ السّنة وَهُوَ الْغسْل وَقَوله بِي الْمَوْت أَي حل بِي وأصابني مثل الْمَوْت وَقَوله لَيْسَ بك على أهلك هوان أَي لَيْسَ يعلق بك وَلَا يصيبك هوان وعَلى أهلك أَي على وَأَرَادَ بالأهل هُنَا الرّوح النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وَقَوله من بك أَي من أَصَابَك أَو من فعل بك هَذَا فَحذف اخْتِصَار الدّلَالَة الْكَلَام عَلَيْهِ وَقَوله أصبت أصَاب الله بك أَي هداك للصَّوَاب وَالْحق وثبتك عَلَيْهِ أَو هداك لطريق الْجنَّة وبلغك إِيَّاهَا وَقَوله قل عَرَبِيّ نَشأ بهَا مثله على هَذِه الرِّوَايَة الْبَاء هُنَا بِمَعْنى فِي قيل يَعْنِي فِي الْحَرْب وَيحْتَمل بهَا بِبِلَاد الْعَرَب وَقَوله أَنا لنبتاع الصَّاع بالصاعين وَشبه هَذَا قَالُوا مَعْنَاهُ هُنَا الْبَدَل أَي بدل الصاعين وعوضهما وَمثل هَذَا كثير وَقَوله فِي حَدِيث صَفِيَّة ودحية ادعوهُ بهَا أَي ليَأْتِي بهَا وَقَوله فوقصت بهَا دابتها الْبَاء هُنَا زَائِدَة أَي وقصتها أَي كسرتها وَقَوله فِي خبر الْمَدِينَة فِي خبر الراعيين فيجد أَنَّهَا وحوشا أَي فِيهَا وَمثله قَوْله وَهُوَ بِمَكَّة والبالجعرانة وبالمدينة وبخيبر أَي فِيهَا على رَأْي بَعضهم يَعْنِي الْمَدِينَة كَذَا عِنْد بعض رُوَاة البُخَارِيّ وَالَّذِي عِنْد يُلقيهِمْ ببحرا بهَا بالنُّون وَهُوَ وَجه الْكَلَام وَالْهَاء عَائِدَة على الْمَدِينَة أَيْضا وَقيل على غنمهما وَفِي بَاب الصَّلَاة عِنْد مناهضة الْحُصُون إِن كَانَ بهَا الْفَتْح كَذَا عِنْد الْقَابِسِيّ وَعند البَاقِينَ تهَيَّأ وَهُوَ الْوَجْه أَي تمكن وَاتفقَ وَيَأْتِي فِي حرف الْبَاء وَالْهَاء وَفِي مُحَاجَّة آدم ومُوسَى فِي بَاب وقاته بِمَ تلومني كَذَا للأصيلي وَهِي هُنَا بِمَعْنى اللَّام أَي لم تلومني ولأي سَبَب بعد مَا علمت أَن الله قد كتبه عَليّ وَسَيَأْتِي هَذَا مُبينًا فِي حرف الْحَاء وَالْجِيم وَفِي رِوَايَة غَيره ثمَّ وَهُوَ أوجه وأليق بمساق الْكَلَام وَكَذَا جَاءَ فِي غير هَذَا الْبَاب بِغَيْر خلاف قَوْله