كَسَائِر الْمَخْلُوقَات والمغروسات والمكتوبات بل أنشأ ذَلِك إنْشَاء بِغَيْر وَاسِطَة كَمَا وجدت وَهُوَ أولى مَا يُقَال عِنْدِي فِي ذَلِك وَقَول أنس ودسته تَحت يَدي أَي غيبته تَحت إبطي وَقَوله لَا يدين لأحد بقتالهم أَي لَا طَاقَة وَلَا قدرَة وَقَوله وأرعاه على زوج فِي ذَات يَده أَي مَا فِي ملكه وَمَاله
الْيَاء مَعَ الطَّاء
(ي ط ب) قَوْله عَلَيْكُم بالأسود مِنْهُ فَإِنَّهُ أيطبه هِيَ لُغَة صَحِيحَة فِي أطيب يُقَال مَا أطيبه وَمَا أيطبه
الْيَاء مَعَ الْمِيم
(ي م م) قَوْله فَتَيَمَّمت بهَا التَّنور وتيممت النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وتيممت منزلي
كُله بِمَعْنى قصدت وَمِنْه التَّيَمُّم وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) فَتَيَمَّمُوا صَعِيدا طيبا
(أَي أقصدوه وَقد جَاءَ بِالْهَمْز وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْهمزَة وَقَوله كَمَا يدْخل أحدكُم اصبعه فِي اليم هُوَ الْبَحْر قَالَ ابْن دُرَيْد وَزعم قوم أَنَّهَا لُغَة سريانية وَقَالَ السَّمرقَنْدِي أَلِيم النّيل وَقيل أَصله الْبَحْر الَّذِي غرق فِيهِ فِرْعَوْن وَهُوَ الْمُسَمّى اساف وَقَوله وأيم الله ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْهمزَة وَقَوله فِي كفن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي حلَّة يَمَانِية منسوبة إِلَى الْيمن وَكَذَا رَوَاهُ العذري عَن الْأَسدي وَعند الصَّدَفِي بيمانية وَلغيره حلَّة يمنة بِضَم الْيَاء وَسُكُون الْمِيم مثل غرفَة وَهُوَ ضرب من ثِيَاب الْيمن قَالَ بَعضهم وَلَا يُقَال إِلَّا على الْإِضَافَة وَمن قَالَ يَمَانِية خفف الْيَاء وَلم يشدها لِأَن الْألف هُنَا عوض عَن يَاء النِّسْبَة فَلَا تجتمعان عِنْد أَكثر النُّحَاة وَحكى عَن سِيبَوَيْهٍ جَوَاز تَشْدِيد الْيَاء أَيْضا فِي يَمَانِية وشآمية وَمثله قَوْله الْإِيمَان يمَان بنُون مُطلقَة وَالْحكمَة يَمَانِية بتَخْفِيف الْيَاء قيل يُرِيد الْأَنْصَار لأَنهم من عرب الْيمن وَقيل قَالَهَا (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهُوَ بتبوك وَمَكَّة وَالْمَدينَة حِينَئِذٍ مِنْهُ يمن وَبَينه وَبَين بِلَاد الْيمن وَأَرَادَ مَكَّة وَالْمَدينَة لِأَن ابْتِدَاء الْإِيمَان من مَكَّة وظهوره من الْمَدِينَة وَقيل أَرَادَ أَيْضا مَكَّة وَالْمَدينَة لِأَن مَكَّة من أَرض تهَامَة وتهامة من الْيمن وَكَذَلِكَ قَوْله الرُّكْن الْيَمَانِيّ وَمن آدم يمَان مَنْسُوب إِلَى الْيمن وَقد روى يماني بياء النِّسْبَة على مَا تقدم وَقَوله وَيَأْخُذ السَّمَاوَات بِيَمِينِهِ هُوَ من الْمُشكل والتنزيه وَالْكَلَام فِيهِ على مَا تقدم فِي الْيَد وَمن تَأَوَّلَه يَجعله بِمَعْنى الْقُدْرَة وَالْقُوَّة والبطش وَقَوله يَمِين الله مَلِيء من ذَلِك اسْتِعَارَة أَيْضا لما كَانَ مَا يتَقَبَّل وَمَا لَهُ قدر يَأْخُذهُ أَحَدنَا بِيَمِينِهِ استعير ذَلِك لما تقبله الله من عمل وأثاب عَلَيْهِ لحينه وَهَذَا كَقَوْلِه
(إِذا مَا رأية رفعت لمجد تلقاها عرابة بِالْيَمِينِ
) اسْتعَار لخصال الْمجد راية والمبادرة لفعلها أخذا بِالْيَمِينِ وَكَذَلِكَ مَا كَانَ أَكثر الْعَطاء بِالْيَمِينِ استعير لِكَثْرَة الْعَطاء وسعته وَقيل معنى يتقبلها بِيَمِينِهِ أَي أفضل جِهَات الْقبُول وَقيل بفضله وَنعمته تسمى النِّعْمَة يدا وَقَوله المقسطون على مَنَابِر من نور على يَمِين الرَّحْمَن يخرج على مَا تقدم من أهل الْيَمين أَو الْجنَّة أَو الْمنَازل الرفيعة أَو كَثْرَة النِّعْمَة وَالرَّحْمَة وسعتها وَقَوله وكلتا يَدَيْهِ يَمِين تَنْبِيه للعقول القاصرة أَلا يتَوَهَّم أَن المُرَاد بِيَدِهِ وَيَمِينه مَا عقلوه فِي المخلوقين من الْجَوَارِح وَأَن مِنْهَا يَمِينا وَشمَالًا بل نبه أَن الْيَد وَالْيَمِين من صِفَاته الَّتِي لَا تتخيل وَلَا تشتبه وَلَيْسَ بجوارح وَقَوله فَيُؤْخَذ بهم ذَات الْيَمين وَفِي الْأُخْرَى ذَات الشمَال وأدخلهم من الْبَاب الْيَمين وَمن أَبْوَاب الْجنَّة مثل قَوْله تَعَالَى) وَأَصْحَاب الْيَمين مَا أَصْحَاب الْيَمين
(وَأَصْحَاب الشمَال مَا أَصْحَاب الشمَال وَأَصْحَاب الميمنة وَأَصْحَاب المشئمة قيل فِي مَعَاني هَذَا كُله أَنَّهَا الْمنَازل الرفيعة كَأَنَّهَا من الْيمن وخلافها الْمنَازل الخسيسة كَأَنَّهَا من الشؤم وَالْعرب تسمى الشمَال الشؤمى