يحْتَمل أَنه إِنَّمَا سمي بذلك لانحنائه وخضوعه لتدنيه عِنْدهم وَأَنه قيم شريعتهم وهوذون القَاضِي والأسقف الطَّوِيل فِي انحناء فِي الْعَرَبيَّة وَالِاسْم مِنْهُ السّقف والسقيفي وَقَالَ الدَّاودِيّ هُوَ الْعَالم
(س ق ي) قَوْله ادْع الله أَن يسقينا وأسقاني سويقا وَمَا سقِِي بالنضح يُقَال سقِِي وأسقى بِمَعْنى وَاحِد عِنْد بَعضهم قَالَ الله تَعَالَى) وسقاهم رَبهم شرابًا طهُورا
(و) نسقيكم مِمَّا فِي بطونها
(وَقُرِئَ بِالضَّمِّ وَكَذَا ذكره الْخَلِيل وَصَاحب الْأَفْعَال فِي بَاب فعل وأفعل بِمَعْنى وَكَذَلِكَ سقى الله الأَرْض وأسقى وَقَالَ غَيرهمَا سقيته ناولته مَا يشربه وأسقيته جعلت لَهُ سقيا يشرب مِنْهُ وَيُقَال فِيهِ سقيا وَقَوله بَاعَ سِقَايَة من ذهب بِكَسْر السِّين هِيَ الْآنِية يسقى فِيهَا المَاء وَيشْرب قَالَه ملك قَالَ يبرد فِيهَا المَاء قَالَ ابْن وهب بَلغنِي أَنَّهَا كَانَت قلادة خرز وَذهب وورق وَوهم فِي هَذَا وَقيل فِي الساقيات الْمَذْكُورَة فِي الْقُرْآن أَنَّهَا مكيال وَقَوله استسقى على الْمِنْبَر وَصَلَاة الاسْتِسْقَاء هُوَ الدُّعَاء لطلب السقيا وَالصَّلَاة لذَلِك وَالِاسْتِسْقَاء طلب ذَلِك واستسقى فجلبنا لَهُ شَاة أَي طلب منا نسقيه وَقَوله وَهُوَ قَائِل بالسقيا وَدخل على عَليّ بالسقيا اسْم مَوضِع أَخذ القائلة فِيهِ وسنذكره وَقَوله أعجلتهم أَن يشْربُوا سقيهم كَذَا هُوَ بِالْكَسْرِ لأكْثر الروَاة وَهُوَ اسْم الشَّيْء المسقى وَضَبطه الْأصيلِيّ بِالْفَتْح وَالْأول الصَّوَاب.
فِي بَاب الشّرْب قَائِما شرب رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) من زَمْزَم فَشرب قَائِما واستسقى كَذَا لَهُم وَعند ابْن الْحذاء واستقى وَالْأول الصَّوَاب لِأَنَّهُ قد جَاءَ فِي الحَدِيث أَنه لم يستق وَاعْتذر عَن ذَلِك بقوله لَوْلَا أَن يغلبكم عَلَيْهَا النَّاس لفَعَلت أَي استنوا بِفِعْلِهِ فَتخرج السِّقَايَة من أَهلهَا وَفِي خبر المزادتين فسقى من سقِِي كَذَا عِنْد الْأصيلِيّ وَأبي ذَر وَعند الْقَابِسِيّ وَابْن السكن فسقى من شَاءَ وَكِلَاهُمَا صَوَاب أَي سقى من سقى دَابَّته وَهُوَ الَّذِي شَاءَ أَن يسْقِي وَفِي حَدِيث الْحُدَيْبِيَة فِي الْفَضَائِل فِي مُسلم حَتَّى استسقى النَّاس وَفِي رِوَايَة حَتَّى أشفى النَّاس أَي أبلغهم من الرّيّ آمالهم وَيكون النَّاس هُنَا نصبا وَالصَّحِيح الأول وَفِي الْأَشْرِبَة فِي ذكر الأوعية فِي البُخَارِيّ فِي حَدِيث عبد الله بن عمر وَمن رِوَايَة سُفْيَان عَن سُلَيْمَان الْأَحول لما نهى النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) عَن الأسقية قيل لَيْسَ كل النَّاس يجد سقاء ذكر الأسقية هُنَا وهم وَصَوَابه نهى عَن الأوعية والظروف كَمَا جَاءَ فِي غير هَذَا وَقد قيل قَوْله لَيْسَ كل النَّاس يجد سقاء يدل على إِبَاحَة الأسقية وكما قَالَ فِي حَدِيث عبد الْقَيْس قَالَ فَفِيمَ تشرب قَالَ فِي أسقية الآدم وَأرى أَن هَذَا الْفَصْل نقص على رَاوِي هَذَا الحَدِيث وَقيل لَعَلَّه نهى إِلَّا عَن الأسقية بِدَلِيل قَوْله نَهَيْتُكُمْ عَن النَّبِيذ إِلَّا فِي سقاء وَقَوْلهمْ بعده أَو كل النَّاس يجد سقاء وَقَوله فِي الحَدِيث الآخر فِي مُسلم نَهَيْتُكُمْ عَن النَّبِيذ إِلَّا فِي سقاء وَاشْرَبُوا فِي الأسقية قيل لَعَلَّه فِي الأوعية أَو الظروف لِأَنَّهُ نسخ بقوله إِلَّا فِي سقاء وَلقَوْله فِي الحَدِيث الآخر الْمَذْكُور نَهَيْتُكُمْ عَن الظروف لِأَن السقاء لرقته يسْرع التَّغْيِير لما فِيهِ بإسعافه وانتفاخه وَيبين هَذَا كُله قَوْله فِي الحَدِيث الآخر الْمَذْكُور ونسخه بقوله انتبذو كل مُسكر حرَام وَهَذَا بِمَعْنَاهُ وَقَوله فِي حَدِيث أنس فِي التَّوْبَة من رِوَايَة هداب لله أَشد فَرحا بتوبة عَبده من أحدكُم إِذا اسْتَيْقَظَ على بعيره قد أضلّهُ كَمَا جَاءَ فِي جَمِيع النّسخ لمُسلم هُنَا قَالَ بَعضهم لَعَلَّه سقط وَكَذَا ذكره البُخَارِيّ وَقد فسرناه
قَالَ القَاضِي رَحمَه الله تَعَالَى قد روى الحَدِيث البُخَارِيّ أَيْضا من رِوَايَة ابْن مَسْعُود فَنَامَ نومَة ثمَّ رفع رَأسه فَإِذا رَاحِلَته عِنْده فَهَذَا نَحْو قَوْله اسْتَيْقَظَ لَكِن مساق حَدِيث أنس وَوَجهه سقط