حَيْثُ بلغ واصله الِارْتفَاع ومجاوزة الْحَد وَمِنْه غلاء الطَّعَام وَغَيره وَالِاسْم من الرَّمْي والجري غلاء بِالْكَسْرِ وَذكر فِيهَا الغلو فِي الدّين وَهُوَ من هَذَا وَهُوَ الْخُرُوج عَن الْحَد ومجاوزته وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) لَا تغلوا فِي دينكُمْ
(.
فِي الْمُوَطَّأ فِي بَاب عيب الرَّقِيق فيؤاجره بِالْإِجَارَة الْعَظِيمَة أَو الْغلَّة كَذَا لكافة الروَاة عَن يحيى وَعند ابْن عِيسَى أَو القليلة وَكَذَا رِوَايَة ابْن وضاح وَكَذَا لِابْنِ بكير ومطرف وَغَيرهمَا من الروَاة وَقَوله بَاب غلق الْأَبْوَاب بِاللَّيْلِ كَذَا لَهُم وللأصيلي إغلاق وَهُوَ الصَّوَاب
الْغَيْن مَعَ الْمِيم
(غ م د) قَوْله إِلَّا أَن يتغمدني الله برحمته أَي يسترني بهَا ويلبسنيها وَمِنْه غمد السَّيْف الَّذِي يصونه ويستره
(غ م ر) قَوْله قد غامر فسره الْمُسْتَمْلِي عَن البُخَارِيّ أَي سبق بالْخبر وَقَالَ أَبُو عمر والشيباني المغامرة المعاجلة وَمَعْنَاهُ هُنَا قريب من هَذَا أَي سارع وَقد غاضب وَهُوَ فَاعل من الْغمر والغمر الحقد والعداوة وَقَالَ الْخطابِيّ مَعْنَاهُ خَاصم فَدخل فِي غَمَرَات الْخُصُومَة وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر ولاذى غمر على أَخِيه أَي ولاذى ضغن وَلَا حقد وَقَوله بَطل مغامر أَي يَخُوض غَمَرَات الحروب أَي شدائده وَمِنْه غَمَرَات الْمَوْت أَي شدائده وَمِنْه فِي الحَدِيث لَكَانَ فِي غَمَرَات من النَّار أَي شَيْء كثير وَاسع يغمره ويغطيه وَقَوله كَمثل نهر غمر بِفَتْح الْغَيْن أَي كثير المَاء متسع الجري وَقَوله أطْلقُوا إِلَى غمري بِضَم الْغَيْن وَفتح الْمِيم هُوَ الْقدح الصَّغِير
(غ م ز) قَوْله فَإِذا سجد غمزني أَي طعن بإصبعه فِي لَا قبض رجْلي من قبلته وَقيل أَشَارَ إِلَيْهَا بِعَيْنِه وَهُوَ خطأ لِأَنَّهَا قد أخْبرت أَن الْبيُوت يَوْمئِذٍ لَيْسَ فِيهَا مصابيح وَمثله فغمز ذراعي وَقَالَ اقْرَأ بهَا فِي نَفسك ويغمزني فافتح عَلَيْهِ وَمثله فَالْتَفت فغمزني وَقَالَ بَعضهم مَعْنَاهُ أَشَارَ إِلَيّ وَالْأول أولى لِأَنَّهُ فِي رِوَايَة مطرف وَأبي مُصعب وَابْن بكير فَوضع يَده فِي قفاي فغمزني وَمِنْه يعْتَرض الْجَوَارِي يغمزهن أَي يقرصهن وَقَوله لَا تعذبن أَوْلَادكُنَّ بالغمز هُوَ رفع اللهاة بالإصبع وَقد فسرناه فِي الدَّال والغين وَقَوله فِي حَدِيث جَابر فِي الشجب وَهِي الْقرْبَة ويغمزه بِيَدِهِ قيل مَعْنَاهُ يعصره ويحركه وَهُوَ كُله قريب الْمَعْنى
(ع م ط) قَوْله من غمط النَّاس أَي استحقرهم كذ روايتنا فِي هَذَا الحَدِيث بِالطَّاءِ فِي الصَّحِيحَيْنِ من جَمِيع الطّرق وَقد رَوَاهُ بَعضهم غمص بالصَّاد وَكَذَا روينَاهُ فِي كتاب أبي سُلَيْمَان وَغَيره وَهُوَ بِمَعْنَاهُ وسنذكره فِي الحَدِيث الآخر فِي بَابه
(غ م م) قَوْله فِي الْهلَال فَإِن غم عَلَيْكُم فاقدروا لَهُ بِضَم الْغَيْن وَشد الْمِيم أَي ستره الْغَمَام كَذَا روينَاهُ فِي الوطأ بِغَيْر خلاف وَفِي كتاب مُسلم فِي حَدِيث يحيى بن يحيى أغمى وَعند بَعضهم غمى بتَخْفِيف الْمِيم وَكسرهَا وَفتح الْيَاء وَكَذَلِكَ فِي البُخَارِيّ وَقيل معنى هَذِه الرِّوَايَة لبس عَلَيْهِ وَستر عَنهُ من إِغْمَاء الْمَرَض يُقَال غمى عَلَيْهِ وأغمى والرباعي أفْصح وَقد يكون من الْمَعْنى الأول قَالَ الْهَرَوِيّ يُقَال غامت السَّمَاء وأغامت وتغيمت وغيمت وغيمت وغينت وغمت وأغمت وَزَاد نَا شَيخنَا أَبُو الْحسن غمت وأغمت مخففان فعلى هَذَا يَصح غمى وأغمى من الْغَيْم والغمام وَأنكر أَبُو زيد غامت وصححها غَيره وَقد جَاءَ فِي كتاب أبي دَاوُود فَإِن حَالَتْ دونه غمامة فَهَذَا تَفْسِير لذَلِك فِي الحَدِيث نَفسه وَكَانَ فِي رِوَايَة الصَّدَفِي من شُيُوخنَا والخشنى عَن الطَّبَرِيّ فِي كتاب مُسلم فِي حَدِيث ابْن معَاذ عمى بِالْعينِ الْمُهْملَة أَي الْتبس وَقد فسرناه فِي بَابَيْنِ قبل وَذكره البُخَارِيّ فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة