بَعْضكُم بَعْضًا كَمَا فعلت الْخَوَارِج فيكفرون بذلك وَقيل تَفْعَلُونَ أَفعَال الْكفَّار من قتل بَعضهم بَعْضًا وَقيل متكفرين بِالسِّلَاحِ أَي متسترين بِهِ وأصل الْكفْر السّتْر والجحد لِأَن الْكَافِر جَاحد نعم ريه عَلَيْهِ وساتر لَهَا بِكُفْرِهِ وَمِنْه يكفرن العشير يَعْنِي الزَّوْج أَي يجحدن إحسانه كَمَا فسره فِي الحَدِيث وَقَوله وَفُلَان كَافِر بالعرش قيل هُوَ على وَجهه أَي لم يسلم بعد وَالْعرش بيُوت مَكَّة وَقيل مُقيم بِنَا مستتر فِيهَا وَقيل مُقيم بالكفور وَهِي بيُوت مَكَّة وَهِي الْعَرْش وَسَيَأْتِي بَقِيَّة الْكَلَام عَلَيْهِ فِي حرف الْعين وَقَوله من أَتَى عرافا وَمن فعل كَذَا فقد كفر بِمَا أنزل على مُحَمَّد أَي جحد تَصْدِيقه بكذبهم وَقد يكون على هَذَا إِذا اعْتقد تَصْدِيقه بعد مَعْرفَته بتكذيب النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لَهُم كفرا حَقِيقَة وَمثله أصبح من عباد مُؤمن بِي وَكَافِر الحَدِيث فَمن اعْتقد أَن النَّجْم فَاعل ومدبر فكافر حَقِيقَة وَمن قَالَ بِالْعَادَةِ والتجربة فَقيل ذَلِك فِيهِ لعُمُوم اللَّفْظ أَو كَافِر بِنِعْمَة الله فِي الْمَطَر إِذْ لم يضف النِّعْمَة إِلَى رَبهَا أَو أَنه لَيْسَ فِي هَذَا جَاءَ الحَدِيث وَلَا بَأْس بِهِ وَهُوَ قَول أَكثر الْعلمَاء وَأَن النَّهْي إِنَّمَا هُوَ لمن اعْتقد أَن النَّجْم فَاعل ذَلِك وَقَوله الكفرى بِضَم الْكَاف وَفتح الْفَاء وَضمّهَا مَعًا وَتَشْديد الرَّاء مَقْصُور هُوَ عِنْد أَكْثَرهم وعَاء الطّلع وقشره الْأَعْلَى وَهُوَ قَول الْأَصْمَعِي وَهُوَ الكافور وَالْكفْر أَيْضا وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة وعَاء كل شَيْء كافوره وَيُقَال لَهُ قفور أَيْضا وَقَالَ الْخطابِيّ قَول الْأَكْثَرين أَن الكفرى الظلع بِمَا فِيهِ وَقَالَ الْفراء هُوَ الطّلع حِين ينشق قَالَ أَبُو عَليّ وَقَول الْأَصْمَعِي هُوَ الصَّحِيح وَقَالَ الْخَلِيل الكفرى الطّلع وَقَوله فِي الحَدِيث قشر الكفرى يصحح قَوْله وَقَوله أَنه كَانَ يلقى فِي البخور كافورا هُوَ هَذَا الطّيب الْمَعْلُوم يُقَال بِالْكَاف وَالْقَاف وَقيل فِيهِ قفور أَيْضا وَقَالَ ابْن دُرَيْد وَأَحْسبهُ لَيْسَ بعربي مَحْض وَقَوله فِي الدُّعَاء آخر الطَّعَام الْحَمد لله حمدا كثيرا طيبا مُبَارَكًا فِيهِ غير مكفي وَلَا مكفور وَلَا مُسْتَغْنى عَنهُ رَبنَا كَذَا روينَاهُ مكفي بِفَتْح الْمِيم وَكسر الْفَاء وَتَشْديد الْيَاء قيل مَعْنَاهُ فِي هَذَا كُله وَمرَاده الطَّعَام وَعَلِيهِ يعود الضَّمِير وَإِلَيْهِ ذهب الْحَرْبِيّ وَرَوَاهُ غير مكفا وَمَعْنَاهُ وَمعنى غير مكفى سَوَاء مِمَّا تقدم أَي غير مقلوب أناؤه لعدمه أَو للاستغناء عَنهُ كَمَا قَالَ وَلَا مُودع أَي مَتْرُوك ومفقود فسهل همزته فِي روايتنا وَغير مكفور غير مجحود نعْمَة الله فِيهِ بل مشكورة غير مَسْتُور الِاعْتِرَاف بهَا وَلَا مَتْرُوك الْحَمد وَالشُّكْر فِيهَا وأصل الْكفْر السّتْر وَمِنْه سمي اللَّيْل كَافِرًا وَقيل تكفرُوا فِي السِّلَاح والزراع كَافِرًا لستره الْبذر فِي الأَرْض وَالْكَافِر كَافِرًا لستره بِكُفْرِهِ الْإِيمَان وَذهب الْخطابِيّ إِلَى أَن المُرَاد بِهَذَا الدُّعَاء كُله الله تَعَالَى وَأَن معنى غير مكفي أَي أَنه تَعَالَى يطعم وَلَا يطعم كَأَنَّهُ هُنَا من الْكِفَايَة وَإِلَى هَذَا ذهب غَيره فِي تَفْسِير هَذَا الْحَرْف أَي أَنه تَعَالَى مستغن عَن معِين وظهير وَقَوله وَلَا مُودع أَي غير مَتْرُوك الطّلب إِلَيْهِ وَالرَّغْبَة لَهُ وَهُوَ بِمَعْنى المستغنى عَنهُ وينتصب رَبنَا هُنَا عِنْد من نَصبه بالمدح والاختصاص أَو بالنداء كَأَنَّهُ يَقُول يَا رَبنَا اسْمَع حمدنا ودعاءنا وَمن رَفعه قطع وَجعله خَبرا وَكَذَا قَيده الْأصيلِيّ كَأَنَّهُ قَالَ ذَلِك رَبنَا أَو هُوَ أَو أَنْت رَبنَا وَيصِح فِيهِ الْكسر على الْبَدَل من الِاسْم فِي قَوْله الْحَمد لله أول الدُّعَاء وَقَوله وَالْكَافِر يَأْكُل فِي سَبْعَة أمعاء قيل المُرَاد بِهِ رجل مَخْصُوص وَقيل على الْعُمُوم وأنظره فِي الْمِيم
(ك ف ل) وَقَوله تكفك الله وكفلهم عَشَائِرهمْ وَذكر الْكَفِيل وَالْكَفَالَة كُله بِمَعْنى الضَّمَان وَفعله كفل يكفل بِفَتْح الْفَاء فِي الْمَاضِي وَضمّهَا فِي الْمُسْتَقْبل وَحكى بَعضهم كفل بِكَسْر