وَالْأَحْوَال وَجَاء فِي هَذَا الحَدِيث فِي بعض رواياته فِي مُسلم وَأَنا حائضة وَالْمَعْرُوف فِي هَذَا حَائِض وَهُوَ مِمَّا جَاءَ للمؤنث بِغَيْر هَاء لاختصاصهم بِهِ كطالق ومرضع فاستغنى عَن عَلامَة التَّأْنِيث فِيهَا وَقيل بل المُرَاد على النّسَب وَالْإِضَافَة أَي ذَات حيض وَطَلَاق ورضاع كَمَا قَالَ تبَارك وَتَعَالَى) السَّمَاء منفطر بِهِ
(أَي ذَات انفطار وَلَكِن قد جَاءَ طالقة كَمَا جَاءَ هُنَا حائضة وكما قَالَ تَعَالَى) الرّيح عَاصِفَة
((ح ي ف) قَوْله أخفت أَن يَحِيف الله عَلَيْك وَرَسُوله أَي يجور ويميل عَن الْحق
(ح ي س) وَقَوله فحاسوا حَيْسًا بسين مُهْملَة وحاء مَفْتُوحَة أَي صَنَعُوا مِمَّا جَمَعُوهُ حَيْسًا والحيس خلط الأقط بِالتَّمْرِ وَالسمن قَالَ بَعضهم وَرُبمَا جعلت فِيهِ خميرة وَقَالَ ابْن وضاح هُوَ التَّمْر ينْزع نَوَاه ويخلط بالسويق وَالْمَعْرُوف الأول وَقد جَاءَ ذكر الحيس فِي حَدِيث آخر
(ح ي ش) وَقَوله أَو حائش نخل هُوَ مجتمعه وَيُقَال لَهُ الحش والحش أَيْضا بِالْفَتْح وَالضَّم وَآخر جَمِيعهَا شين مُعْجمَة
(ح ي ى) وَقَوله الْحَيَوَان والحي وَاحِد كَذَا هُوَ بِكَسْر الْحَاء عِنْد كافتهم وَعند الْأصيلِيّ وَابْن السكن الْحَيَوَان والحيات وَاحِد وهما بِمَعْنى لَكِن الحيى بِالْكَسْرِ مصدر حيى يحيى بِكَسْر الْيَاء الأولى حَيا مثل عيى عيا قيل حيى أَيْضا فِي الْفِعْل بإدغامها وَالْحَيَوَان والحياة اسمان وَقيل الْحَيّ بِكَسْر الْحَاء جمع حَيَاة على فعول كعصاة وَعصى ثمَّ أدغمت الْيَاء الأولى فِي الْأُخْرَى وَفِي الحَدِيث ذكر الْحَيَاة ونهر الْحَيَوَان وَمَاء الْحَيَاة هُوَ من هَذَا الَّذِي يحيى بِهِ النَّاس عِنْد خُرُوجهمْ من النَّار والتحيات لله قيل مَعْنَاهُ السَّلَام على الله وَقيل الْملك لله وَقيل الثَّنَاء لله قَالَ القتبي وَإِنَّمَا جمعهَا لِأَن الْمُلُوك كَانُوا يحيون بِكَلِمَات مُخْتَلفَة فَأمر أَن يَقُول التَّحِيَّات لله أَي أَن جَمِيع مَا يسْتَحق الْملك من التَّحِيَّة أَو يكنى بِهِ عَنهُ لله وَقَالَ بَعضهم إِنَّهَا من قَوْله تَعَالَى) قل إِن صَلَاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله
(ورد قَوْله هَذَا أهل الْعَرَبيَّة وَفِي الحَدِيث الْحيَاء من الْأَيْمن وَإِذا لم تَسْتَحي فَاصْنَعْ مَا شِئْت وَسَيَأْتِي تَفْسِيره فِي الصَّاد وَقَوله الْحيَاء من الْإِيمَان وَكَانَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَكثر حَيَاء من الْعَذْرَاء فِي خدرها مَمْدُود يُقَال استحيا الرجل واستحيى يستحي ويستحي مَعًا هُوَ وَإِن كَانَ فِي الغرائز والطباع فَهُوَ من خِصَال الْإِيمَان وَمِمَّا يمْنَع مَا يمْنَع مِنْهُ الْإِيمَان وَأما من الْحَيَاة فحيى بِكَسْر الْيَاء الأولى وَفتح الثَّانِيَة يحيى وَقيل حيى أَيْضا بإدغام الأولى فِي الثَّانِيَة وَكَذَلِكَ حييت الشَّمْس استحرت وَمِنْه الحَدِيث فِي صَلَاة الْعَصْر وَالشَّمْس حَيَّة أَي مستحرة بعد لم يذهب حرهَا كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر نقية وَقيل بَيِّنَة النُّور لم يتَغَيَّر ضياؤها قَالُوا وَالشَّمْس تُوصَف بِالْحَيَاةِ إِذا كَانَ عَلَيْهَا نَهَار فَإِذا دنت للغروب لم تُوصَف بِهِ وَقَوله أحيينا ليلتنا ويومنا بِمَعْنى قَوْله فِي الحَدِيث الآخر أسرينا وَقَوله حَيّ على الصَّلَاة حَيّ على الْفَلاح وَإِذا ذكر الصالحون فحيى هلا بعمر وحيى هلا بكم وحيى على الْوضُوء معنى هَذَا كُله أقبل وهلم على الْوضُوء وَالصَّلَاة وعَلى ذكر عمر عِنْد ذكر الصَّالِحين قَالَ السّلمِيّ حيى أعجل هلا صلَة وَقَالَ أَبُو عبيد مَعْنَاهُ عَلَيْك بعمر أَي ادْع عَمْرو قيل معنى حَيّ هَلُمَّ وهلا حثيثا وَقيل هلا أسْرع جعلا كلمة وَاحِدَة وَقيل هلا أسكن وحيى أسْرع أَي أسْرع عِنْد ذكره وأسكن حَتَّى يَنْقَضِي يُقَال حيى على وَحي هلا على وَزنهَا مَقْصُور غير منون وَبِهَذَا جَاءَت الرِّوَايَة فِي ذكر عمر وَحي هلا منون وعَلى الْمصدر هلن إِلَى كَذَا بالنُّون وعَلى كَذَا وَحي هَل بِنصب اللَّام مُخَفّفَة قيل تَشْبِيها بِخَمْسَة عشر وَحي هَل بِالسُّكُونِ لِكَثْرَة