مسعود، فقمنا معه حتى جلس إلى علقمة. وقال داود بن أبي هند: قلت لشعبة: أخبرني عن أصحاب عبد الله، قال: كان علقمة أبطنَ القومِ به. وقال ابن سيرين: أدركت الناس بالكوفة، وهم يُقَدِّمون خمسة، من بدأ بالحارث ثَنَى بعَبِيدة، ومن بدأ بعبيدة ثنى بالحارث، ثم علقمة الثالث، لا شك فيه.
قال أبو نعيم: مات سنة إحدى وستين. وقال ابن معين وغير واحد: مات سنة (62). وقيل: سنة (3)، وقيل: سنة (5)، وقيل: سنة (72)، وقيل: سنة (73). وقال هارون بن حاتم عن عبد الرحمن بن هانىء: مات وله تسعون سنة. وكان الأسود وعبد الرحمن ابنا يزيد بن قيس ولدا أخي علقمة أسن منه.
أخرج له الجماعة، وله في هذا الكتاب (22) حديثًا.
8 - (عَبْدُ اللَّه) تقدّم 2/ 19. والله تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
1 - (منها): أنه من سداسيات المصنّف رحمه الله تعالى.
2 - (ومنها): أنه مسلسلٌ بالكوفيين، سوى شيخيه، وابن مسلمة.
3 - (ومنها): أن فيه ثلاثة من ثقات التابعين يروي بعضهم عن بعض: الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة.
4 - (ومنها): أن فيه عبد الله غير منسوب، فهو ابن مسعود -رضي الله عنه-؛ لأن الراوي عنه كوفيّ، وذلك أنه إذا أُطلق في الصحابة عبد الله يُنظر إلى الراوي عنه، فإن كان مدنيا فهو ابن عمر، وإن كان مكيّا فهو ابن الزبير، وإن كان بصريّا فهو ابن عبّاس، وإن كان مصريّا، أو شاميّا فهو ابن عمرو بن العاص -رضي الله عنهم-، والله تعالى أعلم.
شرح الحديث:
(عَنْ عَبْدِ اللَّه) بن مسعود -رضي الله عنه-، أنه "قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه -صلى الله عليه وسلم-: "لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَنْ كَانَ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ" مِثْقَالُ الشيء بالكسر: ميزانُهُ من مثله، ويقال: أعطِهِ ثِقْله وزانُ