ثَقُلْتَ مِنَ الذُّنُوبِ وَلَسْتَ تَخْشَى ... لجِهْلِكَ أَنْ تَخِفَّ إِذَا وُزِنْتَا
وَتُشْفِقُ لِلْمُصِرِّ عَلَى الْمعَاصِي ... وَتَرْحَمُهُ وَنَفْسَكَ مَا رَحِمْتَا
رَجَعْتَ الْقَهْقَرَى وَخَبَطْتَ عَشْوَى ... لَعَمْرُكَ لَوْ وَصَلْتَ لمَا رَجَعْتَا
وَلَوْ وَافَيْتَ رَبَّكَ دُونَ ذَنْبٍ ... وَنُوقِشْتَ الحسَابَ إِذَنْ هَلَكْتَا
وَلَمْ يَظْلِمْكَ في عَمَلٍ وَلَكِنْ ... عَسِيرٌ أَنْ تَقُومَ بَما حُمِّلْتَا
وَلَوْ قَدْ جِئْتَ يَوْمَ الحشْرِ فَرْدًا ... وَأَبْصَرْتَ المنازِلَ فِيهِ شَتَّى
لأَعْظَمْتَ النَّدَامَةَ فِيهِ لهفًا ... عَلَى مَا في حَيَاتِكَ قَدْ أَضَعْتَا
تَفِرُّ مِنَ الْهجِيرِ وَتَتَّقِيهِ ... فَهَلَّا مِنْ جَهَنَمَ قَدْ فَرَرْتَا
وَلَسْتَ تُطِيقُ أَهْوَنَهَا عَذَابًا ... وَلَوْ كُنْتَ الْحدِيدَ بِهَا لَذُبْتَا
وَلاَ تُنْكِرْ فَإِنَّ الأَمْرَ جِدٌّ ... وَلَيْسَ كَمَا حَسِبْتَ وَلاَ ظَنَنْتَا
أَبَا بَكْرٍ كَشَفْتَ أقَلَّ عَيْبِي ... وَأَكْثَرَهُ وَمُعْظَمَهُ سَتَرْتَا
فَقُلْ مَا شِئْتَ فِيَّ مِنَ الْمخَازِي ... وَضَاعِفْهَا فَإِنَّكَ قَدْ صَدَقْتَا
وَمَهْمَا عِبْتَنِي فِلِفَرْطِ عِلْمِي ... بِبَاطِنِهِ كَأَنَّكَ قَدْ مَدَحْتَا
فَلاَ تَرْضَ الْمعَايِبَ فَهْوَ عَارٌ ... عَظِيمٌ يُورِثُ الْمحْبُوبَ مَقْتَا
وَيَهْوِي بِالْوَجِيهِ مِنَ الثُّرَيَّا ... وَيُبْدِلُهُ مَكَانَ الْفَوْقِ تَحْتَا
كَمَا الطَّاعَاتُ تُبْدِلُكَ الدَّرَارِي ... وَتَجْعَلُكَ الْقَرِيبَ وَإِنْ بَعُدْتَا
وَتَنْشُرُ عَنْكَ في الدُّنْيَا جَمِيلًا ... وَتَلْقَى الْبِرَّ فِيهَا حَيْثُ شِئْتَا
وَتْمْشِي في مَنَاكِبِهَا عَزِيزًا ... وَتَجْنِي الْحمْدَ فِيمَا قَدْ غَرَسْتَا
وَأَنْتَ الآنَ لَمْ تُعْرَفْ بِعَيْبٍ ... وَلاَ دَنَّسْتَ ثَوْبَكَ مُذْ نَشَأْتَا
وَلاَ سَابَقْتَ في مَيْدَانِ زُورٍ ... وَلاَ أَوْضَعْتَ فِيهِ وَلاَ خَبَبْتَا (?)