وأخرجه (مالك) (561) و (أحمد) (4/ 92 و 95 و 98) و (عبد بن حميد) (666) من طريق محمد بن كعب القرظيّ، عن معاوية -رضي الله عنه-، وذكر الجملة الأخيرة.

وأخرجه (أحمد) (4/ 93) و (عبد بن حميد) (417) من طريق زياد بن أبي زياد، عن معاوية -رضي الله عنه-.

و (أحمد) 4/ 93 و (مسلم) 6/ 53 من طريق يزيد الأصمّ، عن معاوية -رضي الله عنه-.

وأخرجه (أحمد) (4/ 92 و 93 و 98 و 99) من طريق معبد الجهنيّ، عن معاوية -رضي الله عنه-.

وأخرجه (أحمد) (4/ 97 و 100) و (مسلم) (3/ 94) من طريق عبد الله بن عامر اليحصبيّ، عن معاوية -رضي الله عنه-، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

1 - (منها): ما ترجم له المصنّف، وهو بيان فضل العلماء، والحثّ على طلب العلم؛ لأنه قائد إلى تقوى الله تعالى.

2 - (ومنها): بيان أن الخير سهل ميسّر؛ لأنه مما اعتادته الفطرة السليمة، والقلوب المستقيمة، وأما الشرّ، فإنما يكون من تسلّط النفس الأمارة بالسوء، والشيطان.

3 - (ومنها): أن قوله: "في الدين" فيه إشارة إلى المراد بالفقه الذي أُريد الخير بمن أوتيه هو علم الكتاب والسنّة، وما يتعلّق بهما من الوسائل، كمعرفة اللغة، والنحو، وهو العلم الذي يورث الخشية في القلب، ويَظهَر أثره في الجوارح، ويترتّب عليه الإنذار، كما يشير إليه قوله -عز وجل-: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا في الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} الآية [التوبة: 122]، فليس لعلوم الدنيا هذا الفضل؛ لأن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إنما جاء لبيان أحكام الدين، لا لبيان أمور الدنيا، بدليل قوله -صلى الله عليه وسلم-: "أنتم أعلم بأمر دنياكم"، وذلك فيما أخرجه مسلم في "صحيحه" أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مَرّ بقوم يُلَقِّحون، فقال: "لو لم تفعلوا لصلح"، فخرج شِيصًا، فمَرّ بهم، فقال: "ما لنخلكم؟ "، قالوا: قلت: كذا وكذا، قال: "أنتم أعلم بأمر دنياكم".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015