مسلم، فما اعترض به الدكتور بشار فيما كتبه على هامش "تهذيب التهذيب" 10/ 268 وفي "كتابه الآخر" تحرير التقريب 2/ 16 من تضعيفه متعقّبًا على الحافظ ليس مقبولًا؛ لأنه وإن ضعفه بعضهم، كأحمد وغيره، فقد وثقه ابن معين، والعجليّ، وابن حبّان، وقواه البخاريّ، وقال: صالح، مقارب الحديث، وابن عديّ، فمثل هذا لا يُطلق عليه لفظ الضعيف، فأقلّ أحواله أن يكون حسن الحديث، فتأمّله بالإنصاف، والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل.
أخرج له أبو داود، والترمذيّ، والمصنّف، وله في هذا الكتاب ثمانية أحاديث فقط برقم 205 و 273 و 1596 و 1808 و 3987 و4031 و 4056 و 4214.
5 - (أنس بْنُ مَالك) الصحابي الشهير -رضي الله عنه- 3/ 24. والله تعالى أعلم.
وشرح الحديث واضح يُعلم مما سبق، وكذا فوائده.
وقوله: "فاتّبع" بتشديد التاء المضمومة، مبنيّا للمفعول، افتعال، من تَبعَ، أي اقتُدي به في ذلك.
وقوله: "من اتّبعه" بتشديد التاء المفتوحة، مبنيّا للفاعل.
مسألتان تتعلقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): في درجته:
حديث أنس - رضي الله عنه - هذا صحيح.
[فإن قلت]: كيف يصحّ، وفي سنده سعد بن سنان، وقد اختُلف فيه؟
[قلت]: سعد بن سنان، سبق أن قلنا: إنه حسن الحديث، وحديثه هذا يشهد له حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- الآتي بعده، فتبصّر. والله تعالى أعلم.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا (36/ 205) فقط، وهو من أفراده، فلم يُخرجه من أصحاب الأصول غيره.
[تنبيه]: قال البوصيريّ رحمه الله: هذا إسناد ضعيف، لضعف سعد بن سنان،