صراطك المستقيم (قَالَ) -صلى الله عليه وسلم- (وَالميزَان بِيَدِ الرحمَنِ، يَرفَع) بالبناء للفاعل، أي يرفع الله بذلك الميزان (أَقْوَامًا) وفي نسخة "قومًا"، أي يرفعهم إلى الدرجات العلى بسبب أعمالهم الصالحات (وَيَخْفِضُ) بفتح أوله، وكسر ثالثه، من باب ضرب (آخَرِينَ) أي يخفض أقوامًا آخرين إلى الدركات السفلي بسبب ارتكابهم المعاصي الموبقات (إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ) تنازعاه الفعلان قبله، أو متعفق بخبر مبتدإ مقدر، أي ذلك كائن إلى يوم القيامة، وهو إشارة إلى استمرار هذا الرفع والخفض إلى آخر الدهر، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): في درجته:
حديث النّوّاس بن سمعان رضي الله عنهما هذا صحيح.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا (35/ 199) بهذا السند فقط، وأخرجه (أحمد) في "مسنده" (4/ 182) و (ابن أبي عاصم) في "السنة" (219) و (النسائيّ) في "النعوت" من "الكبرى" (?) و (ابن حبان) في "صحيحه" (943) و (الآجري) في "الشريعة" (317) و (الحاكم) في "مستدركه" (1/ 525 و 2/ 289) وصححه، ووافقه الذهبيّ، و (البغويّ) في "شرح السنة" (89).
وفي الباب عن عبد الله عمرو عند مسلم رقم (2654) وابن حبان (902) وأنس عند الترمذيّ في "القدر" (2140) وحسّنه، وعند ابن ماجه (2834) وابن أبي عاصم (225) والآجريّ ص 317 وعائشة عند أحمد (6/ 91 و251) وابن أبي عاصم (224) والآجريّ (ص 317) وأم سلمة عند أحمد (6/ 294 و 302) وابن أبي عاصم (223) والآجريّ (ص 316) وسبرة بن الفاكه عند ابن أبي عاصم (220) وعن أبي