الله -صلى الله عليه وسلم-، فدعا بلالًا، فقال: يا بلال بم سبقتني إلى الجنة؟ ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خَشْخَشَتك (?) أمامي، دخلت البارحة الجنة، فسمعت خشخشتك أمامي، فأَتيت على قصر مُرَبَّع مُشْرِف من ذهب، فقلت: لمن هذا القصر؟ فقالوا: لرجل من العرب، فقلت: أنا عربي، لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل من قريش، قلت: أنا قرشي، لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، قلت: أنا محمد -صلى الله عليه وسلم- لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر بن الخطاب، فقال بلال: يا رسول الله ما أَذَّنتُ قط إلا صليت ركعتين، وما أصابني حدث قط إلا توضأت عندها، ورأيت أن لله علي ركعتين، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بهما". قال أَبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب. وهو صحيح كما قال.

قال: ومعنى هذا الحديث: أني دخلت البارحة الجنة -يعني رأيت في المنام كأني دخلت الجنة، هكذا رُوي في بعض الحديث، ويُروَى عن ابن عباس أنه قال: "رؤيا الأنبياء وحي"، انتهى، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): في درجته:

حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا (12/ 107) بهذا السند فقط، وأخرجه (البخاريّ) في "بدء الخلق" (3242) و"المناقب" (3680) و"النكاح" (5225) و"التعبير" (7023) و (مسلم) في "فضائل الصحابة" (2395) و (النسائيّ) في "فضائل الصحابة" (8074) و (أحمد) في "مسنده" 2/ 339 (8265) و (ابن حبّان) في "صحيحه" (6888). وقد تقدّم من حديث أنس -رضي الله عنه-، أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنّفه" 12/ 27 و (أحمد)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015