وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): في درجته:

حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- هذا صحيح، بل هو متّفقٌ عليه من حديث عمرو بن العاص -رضي الله عنه-، كما أسلفته آنفًا.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا (11/ 101) بهذا السند فقط، وأخرجه (الترمذيّ) في "المناقب" (3890) وقال: حسن صحيح من هذا الوجه، من حديث أنس. انتهى.

و (ابن حبّان) في "صحيحه" (7107) من طريق المسيّب بن واضح، عن معتمر بن سليمان به، والمسيّب كثير الخطإ، وضعّفه الدارقطنيّ وغيره، إلا أنه لم ينفرد به، بل تابعه شيخا المصنّف هنا. فتنبّه، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

1 - (منها): ما ترجم له المصنّف رحمه الله، وهو بيان فضل أبي بكر الصدّيق -رضي الله عنه-، وهو واضح.

2 - (ومنها): أن فيه بيان تفاوت المؤمنين في محبة الله سبحانه وتعالى، ومحبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لهم، {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد: 21].

3 - (ومنها): أن فيه بيان فضل عائشة رضي الله عنها، حيثما كانت أحبّ النساء إليه -صلى الله عليه وسلم-، لكن هذا مقيّد بأمهات المؤمنين، كما أشار إليه الإمام ابن حبّان رحمه الله في "صحيحه" حيث قال: ما معناه: مخرج هذا السؤال والجواب كان عن أهل بيته، دون سائر النساء من فاطمة وغيرها. انتهى (?).

والحاصل أن أفضلية عائشة رضي الله عنها التي يدلّ عليها هذا الحديث وغيره

طور بواسطة نورين ميديا © 2015