عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-لأبي بكر وعمر- "هذان سيدا كهول أهل الجنة، من الأولين والآخرين، إلا النبيين والمرسلين، لا تخبرهما يا علي". قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.

ورجال هذا السند ثقات، رجال الشيخين، غير محمد بن كثير، وهو الصنعاني المصّيصيّ (?)، قال في "التقريب": صدوقٌ كثير الغلط.

وأما حديث أبي جحيفة -رضي الله عنه- فسيأتي للمصنّف برقم (100) بإسناد حسن، وسيأتي الكلام عليه هناك، إن شاء الله تعالى.

وأما حديث جابر -رضي الله عنه- فرواه الطبرانيّ في "الأوسط" عن شيخه المقدام بن داود، وقد قال ابن دقيق العيد: إنه ثقة، وضعفه النسائيّ وغيره، وبقيّة رجاله رجال الصحيح، كما قال الهيثميّ في "مجمع الزوائد" 9/ 53.

وروي أيضًا من حديث أبي سعيد الخدريّ، ومن حديث ابن عمر -رضي الله عنه-، لكن الأسانيد إليهما ضعاف، فنكتفي بما سبق، ففيه الكفاية ولله الحمد.

والحاصل أن الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح بلا ريب؛ لأن بعضها حسن لذاته، وبعضها يُستشهد به (?). والله تعالى أعلم.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا (11/ 95) بهذا السند فقط، وأخرجه (الترمذيّ) في "المناقب" (3666) و (الخطيب البغداديّ) في "تاريخه" (10/ 192) وقد تقدّم تمام التخريج في المسألة السابقة، والله تعالى أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015