ثم رفع وغسلت آثار دمه واما عمه الوليد بن عبد الملك فامتدت ولايته نحوا من عشر سنين فعمر المسجد الجامع بدمشق وزخرفه وزينه وتأنق فيه جدا ولم يكن بناء على وجه الأرض شرقا ولا غربا في زمانه أبهى منه ولاأحسن وصرف عليه من بيت مال المسلمين من الذهب مالا يحد كثرة مع انه كان موصوفا بالشهامة والصرامة وكان فيه جبرية وقد روى ابن أبي الدنيا في كتاب أحكام القبور عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله أنه لما أحده في قبره شاهد منه أمر امنكرا فيه عظة عظيمة للناس روى أنه حين وضعه في اللحد جمعت ركبتاه على عنقه وروى أنه حول وجهه عن القبلة والذي اشتهر من حاله أنه كان من ملوك الإسلام وكانت مملكة متسعة في المشارق والمغارب ومن أحسن ما روى عنه أنه كان يباشر أحوال الرعية بنفسه ويصرف إلى الزمنى والمرضى والمجذمين ما يكفيهم من بيت المال وأحسن من هذا ما روى عنه أنه قال لولا أن الله عز وجل قص علينا خبر لوط ما ظننت أن ذكرا يعلو ذكرا حديث آخر قال أحمد حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة حدثنا ابو الزبير عن جابر أن عمر بن الخطاب اخبره أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيخرج اهل مكة ثم لا يعبر بها أولا يعرفها إلا قليل ثم تمتليء وتبنى ثم يخرجون منها فلا يعودون فيها أبدا هذاإسناد جيد لأن ابن لهيعة قد صرح بالسماع فزال محذور تدليسه حديث آخر قال أحمد حدثنا يحيى بن إسحاق حدثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جاب اخبرني قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ليسيرنّ الراكب في جنبات المدينة ثم ليقولن لقد كان في هذا حاضر من المؤمنين كثير قال أحمد ولم يجز به حسن الأشب جابرا