يَتَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ بِنَخْلَةٍ عَامِدًا إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلاةَ الْفَجْرِ فَلَمَّا سمعُوا الْقُرْآن استعموا، وَقَالُوا: هَذَا وَاللَّهِ الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، فَهُنَاكَ حِينَ رَجِعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ فَقَالُوا: (يَا قَومنَا إِنَّا سعنا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ) (الْجِنّ: 1) إِلَى آخِرِ الآيَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ) إِنَّمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ قَوْلُ الْجِنِّ.
104 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ أَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى ثَنَا داؤد بْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ عَلْقَمَةَ بْنَ قَيْسٍ قَالَ: هَلْ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنّ؟ فَقَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ هَل شهد أحكم مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ؟ فَقَالَ: لَا، وَكَنَّا مَعَهُ لَيْلَةً فَفَقَدْنَاهُ فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا هُوَ جَاءَ مِنْ حِرَاءٍ وَقَالَ: إِنَّهُ أَتَانِي دَاعِيَ الْجِنِّ فَذَهَبَ مَعَهُ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ، فَانْطَلَقَ بِنَا حَتَّى أَرَانَا آثَارَهُمْ وَنِيرَانَهُمْ، فَسَأَلُوهُ عَنِ الزَّادِ، فَقَالَ: لَكُمْ كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي يَد أحدكُم أَو فر مَا يكون لَحْمًا، وَكَانَ بَعْرَةٍ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تستنجوا بهما فإنهها طَعَامُ إِخْوَانِكُمْ مِنَ الْجِنِّ.
105 - حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ ثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَة ثَنَا داؤد بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَحَدَّثَنَا مُجَاهِدُ ابْن مُوسَى وَزِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ قَالا: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ علية ثَنَا داؤد عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَلْقَمَة، قَالَ: قَالَت لابْنِ مَسْعُودٍ: هَلْ صَحِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ مِنْكُمْ