وَأَنَّ سَلَمَةَ قَالَ: غَزَوْنَا فَزَارَةَ وَعَلَيْنَا أَبُو بَكْرٍ أَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا، فَلَمَّا كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ أَمَرَنَا أَبُو بَكْرِ فَعَرَّسْنَا، قَالَ: وَأَنْظُرُ إِلَى عُنُقٍ مِنَ النَّاسِ فِيهِمُ الذَّرَارِيُّ، فَخَشِيتُ أَنْ يَسْبِقُونِي إِلَى الْجَبَلِ فَرَمَيْتُ بِسَهْمٍ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْجَبَلِ، فَلَمَّا رَأَوْا سَهْمِي وَقَفُوا وَجِئْتُ بِهِمْ أَسُوقُهُمْ، فِيهِمُ امْرَأَةٌ عَلَيْهَا قَشْعٌ مِنْ أَدَمٍ وَمَعَهَا ابْنَةٌ لَهَا مِنْ أَحْسَنِ الْعَرَبِ، فَسُقْتُهُمْ حَتَّى أَتَيْتُ بِهِمْ أَبَا بَكْرٍ فَنَفَّلَنِي ابْنَتَهَا، فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَمَا كَشَفْتُ لَهَا ثَوْبًا -[252]-، فَلَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ فِي السُّوقِ مِنَ الْغَدِ فَقَالَ: «يَا سَلَمَةُ، هَبْ لِي الْمَرْأَةَ لِلَّهِ أَبُوكَ» ، فَقُلْتُ: هِيَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا كَشَفْتُ لَهَا ثَوْبًا، فَبَعَثُ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ فَفَادَى بِهَا أُنَاسًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا أُسَرَاءَ بِمَكَّةَ