1255 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، نا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ وَعِنْدَهُ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ وَنَحْنُ نَنْتَظِرُ جِنَازَةَ أُمِّ أَبَانَ فَجَاءَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُودُهُ قَائِدٌ وَأُرَاهُ أَخْبَرَ بِمَكَانِ ابْنِ عُمَرَ، فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَى جَنْبِي فَإِذَا صَوتٌ مِنَ الدَّارِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ كَأَنَّهُ يَعْرِضُ عَلَى عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ أَنْ يَنْهَاهُمْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ» فَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ فَأَرْسَلَهَا مُرْسَلَةً، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كُنَّا مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ إِذَا رَجُلٌ نَازِلٌ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ، فَقَالَ عُمَرُ: اذْهَبْ فَأَعْلِمْنِي مَنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ، فَذَهَبْتُ فَنَظَرْتُ، فَإِذَا هُوَ صُهَيْبٌ فَرَجَعْتُ فَأَعْلَمْتُهُ قُلْتُ: إِنَّمَا هُوَ صُهَيْبٌ وَكَانَ إِذَا بَعَثَ رَجُلًا فِي حَاجَةٍ قَالَ لَهُ: إِذَا رَجَعْتَ فَأَعْلِمْنِي مَا بَعَثْتُكَ لَهُ وَمَا يُرَدُّ عَلَيَّ فَقَالَ: اذْهَبْ فَمُرْهُ فَلْيَلْحَقْ بِنَا. فَقُلْتُ: إِنَّ مَعَهُ أَهْلَهُ، قَالَ: اذْهَبْ فَمُرْهُ فَلْيَلْحَقْ بِنَا وَقَدْ قَالَ: وَإِنْ كَانَ مَعَهُ أَهْلُهُ قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ أُصِيبَ عُمَرُ، فَجَاءَ صُهَيْبٌ فَجَعَلَ يَقُولُ: وَاأَخَاهُ وَاصَاحِبَاهُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَوَلَمْ تَعْلَمْ، أَوْ قَالَ: أَلَمْ تَسْمَعْ أَنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ؟ قَالَ: فَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ فَأَرْسَلَهَا مُرْسَلَةً، وَأَمَّا عُمَرُ فَقَالَ: بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ قَالَ: فَقُمْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَأَخْبَرْتُهَا بِقَوْلِ عُمَرَ وَابْنِ عُمَرَ فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الْمَيَّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَحَدٍ وَلَكِنْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ يَزِيدُ الْكَافِرَ عَذَابًا بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى»