بماء وملح، فجعلناه عُرَاقاً للثريد، فقدَّمناه إلى عثمان وأصحابه، فأمسكوا، فقال عثمان: صيد لم أصطده ولم نأمر بصيده، اصطاده قومٌ حِلُّ فأطعموناه، فما بأسٌ؟ فقال عثمان: من يقول في هذا؟ فقالوا: عليّ، فبَعث إلى عليّ فجاء، قال عبد الله بن الحرث: فكأني أنظر إلى عليّ حين جاء وهو يحت الخَبَطَ عن كفيه، فقال له عثمان: صيد لم نصطده ولم نأمر بصيده اصطاده قومٌ حلّ فأطعموناه فما بأس؟ قال: فغضب علي وقال: أَنْشُد الله رجلاً شهد رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - حين أُتي بقائمة حمار وحشٍ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنا قوم حُرُم فأطعموه أهلَ الحل"؟ قال: فشهد اثنا عشر رجلاً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال علي: أنشدُ الله رجلاً شهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أُتي ببيض النعام فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنا قوم حرُم أطعموه إهلِ الحلّ؟ " قال: فشهد دونهم من العدة من الاثني عشر، قال: فثنىَ عثمانُ وِرَكه عن الطعام فدخل رَحْله، وأكل ذلك الطعام أهلُ الماء.