قال عباس الدُوري: كنت يوما عند أحمد بن حنبل. فدخل ابنه عبد الله، فقال: يا عباس، إن أبا عبد الرحمن قد وعى علما كثيرا.
وقال أبو زرعة: قال لي أحمد: ابني عبد الله محظوظ من علم الحديث، لا يكاد يذاكرني إلا بما لا أحفظ.
وقال ابن عدي. نبل عبد الله بأبيه، وله في نفسه محل من العلم، أحيا علم أبيه بمسنده الذي قرأه أبوه عليه خصوصا، قبل أن يقرأه على غيره، ولم يكتب عن أحد إلا من أمره أبوه أن يكتب عنه.
وقال بدر البغدادي: عبد الله بن أحمد جهبذ بن جهبذ.
وقال الخطيب البغدادي: كان ثقة ثبتا فهما.
وقال الذهبي: له من التصانيف كتاب السنة مجلد، وكتاب الجمل والوقعة مجلد، وكتاب سؤالاته أباه، وغير ذلك.
قال: ولو أنه حرر ترتيب المسند وقربه وهذبه لأتى بأسنى المقاصد، فلعل الله تبارك وتعالى أن يقيض لهذا الديوان السامي من يخدمه ويبوب عليه، ويتكلم على رجاله، ويرتب هيئته ووضعه، فإنه محتو على أكثر الحديث النبوي، وقل أن يثبت حديث إلا وهو فيه. قال: وأما الحسان فما استوعبت فيه. بل عامتها إن شاء الله تعالى فيه. وأما الغرائب وما فيه لين فروى من ذلك الأشهر، وترك الأكثر مما هو مأثور في السنن الأربعة، ومعجم الطبراني الأكبر، والأوسط، ومسندي أبي يعلى، ومسند البزار، ومسند بقي بن مخلد، وأمثال ذلك.
قال: ومن سعد مسند الإمام أحمد [أنه] قل أن تجد فيه خبرا ساقطا.
قلت: أما ترتيب هذا المسند، فقد أقام الله تعالى لترتيبه شيخنا خاتمة