بيننا، فيقول: إني لست هناكم، إني دعوت بدعوةٍ أغرقتْ أهل الأرض، وإنه لا يُهِمُّني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا إبراهيمَ خليلَ الله، فيأتون إبراهيم عليه السلام، فيقولون: يا إبراهيم، اشفع لنا إلى رِبنا فليقض بيننا، فيقول: إني لست هناكم، إني كذَبتُ في الإسلام ثلاث كذْباتِ- والله إنْ حاوَل بهنّ إلا عن دين الله، قوله {إِنِّي سَقِيمٌ (89)} وقولهَ {قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63)} وقولَه لامرأته حين أتى على الملَك: "أُخْتي" - وإنه لا يُهمَّني اليومَ إلا نفسي ولكن ائتوا موسى عليه السَلام، الذي اصطفاه الله برسالته وكلامه، فيأتونه، فيقولون: يا موسى، أنت الذي اصطفاك الله برسالته وكلَّمك، فاشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا، فيقول: لست هناكم، إني قتلت نفساً بغير نفسٍ، وإنه لا يهِمني اليوم إلاَّ نفسي، ولكن ائتوا عيسى روحَ الله وكلمتَه، فيأتون عيسى، فيقولون: يا عيسى، اشفعْ لنا إلى ربك فليقض بيننا، فيقول: إني لست هناكم، إني اتُخذْتُ إلهاً من دون الله، وإنه لا يهمني اليومَ إلاَّ نفسي، ولكنْ أَرأَيتمِ لو كان مَتاعٌ في وعاء مختوم عليه، أكَان يقْدَرعلى ما في جوفه حتى يفضَّ الخاتَم؟، قال: فيقولون: لا، قال: فيقول: إن محمداً - صلى الله عليه وسلم - خاتَم النبيين، وقد حضَر اليوم، وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأَخر، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فيأتوني، فيقولون: يا محَمد، اشفعْ لنا إِلىِ ربك فليقض بيننا، فأَقول: أنا لَهَا، حتي يأذن الله عز وجل لمن يشاء ويرضي، فإذا أراد الله تبارك وتعالى أن يَصدع بين خلقه ناِدى منادٍ: أين أحمد وأمَّتُه؟، نحن الآخرون الأولون، نحن آخر الأُمم وأولُ من يحاسب، فتفْرَج لنا الأمم عن طريقَنا فنمضى غُرّا مُحَجَّلين من أثر الطُّهور، فتقول الأممِ كادتْ هذه الأمة أن تكون أنبياءَ كلها، فنأتي باب الجنة، فآخُذُ
بحَلْقَةِ الباب، فأَقْرعُ الباب، فيقال: مَنْ أنت؟، فأقول: أنا محمد، فُيفْتَحُ لي، فآتي ربي عز وجلِ علي كرسيه"، أو"سريره"، شكَّ حمّاد، "فأخِرُّ له ساجداً، فأحمده بمَحَامِد لم يحمده بها أحدٌ كان قبلي، وليس يحمده بها أحد