السراويل، فلما فرغوا من الضرب قلنا له: ماكنت تقول؟ قال قلت: يا من لا يعلم العرشُ منه أين هو إلا هو، إن كنتُ على حق فلا تُبْد عورتي.
قلت: هذه مكذوبة ذكرتها للمعرفة، ذكرها البيهقى وما جسر على تضعيفها! ثم روى بعدها حكايةً في المحنة عن أبي مسعود البجلي إجازة عن ابن جهضم، وهو كذوب، عن النجار عن ابن أبي العوّام الرياحي، فيها من الركاكة والخبط ما لا يروج إلا على الجَّهال، وفيها أن مئزره اضطرب فحرك شفتيه، في استتم الدعاء حتى رأيت كفّا من ذهب قد خرجت من تحت مئزره بقدرة الله! فصاحت العامة.
وقال محمد بن أبي سمينة: سمعت شَابَاص التائب يقول: لقد ضربت أحمد بن حنبل ثمانين سوطًا، لو ضربته فيلاً لهدّتْه.
قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي قال: قال إبراهيم بن الحرث العبادي (?): قال أبو محمد الطُّفاوي لأحمد: يا أبا عبد الله، أخبرني عما صنعوا بك؟ قال لما: ضربت جاء ذاك الطويلُ اللحية، يعني عُجيفًا، فضربنِى بقائم سيفه، فقلت: جاء الفرج، يضرب عنقي وأستريح، فقال ابن سماعة: يا أمير المؤمنين، اضرب عنقه ودمه في رقبتي، قال ابن أبي دؤاد: لا يا أمير المؤمنين، لا تفعل، فإنه إن قتل أو مات في دارك قال الناس: صبر حتى قتل، فاتخذوه إماماً، وثبتوا على ما هم عليه، ولكن أطلقه الساعة، فإن مات خارجًا عن منزلك شك الناس في أمره.
قال ابن أبي حاتم: وسمعت أبا زُرْعة يقول: دعا المعتصم بعمّ أحمد ابن حنبل، ثم قال- للناس: تعرفونه؟ قالوا: نعم، وهو أحمد بن حنَبل، قال: