10951 - حدثنا عبد الله بن محمد بن شاكر العنبري، حدثنا أبو أسامة (?) [قال] (?): حدثني بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: بلغنا مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن باليمن، فخرجنا مهاجرين إليه أنا وأخوان لما أنا أصغرهما، أحدهما: أبو بردة (?)، والآخر: أبو رهم (?) -إما قال: بضع، وإما قال ثلاثة- وخمسين رجلًا من قومي، قال: فركبنا سفينة، فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة، فوافقنا جعفر بن أبي طالب وأصحابه عنده، فقال جعفر: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثنا إلى هاهنا، وأمرنا بالإقامة، فأقيموا معنا، قال: فأقمنا معه حتى قدمنا جميعًا فوافقنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين افتتح خيبر، فأسهم لنا -أو قال: أعطانا منها- وأبي أن يسهم لأحد غاب عنها إلا من شهد معه، إلا أصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه، فأسهم لهم

-[163]- معهم (?).

قال: فكان أناس من الناس يقولون لنا -يعني (?) لأصحاب السفينة-: سبقناكم بالهجرة، قال: ودخلت أسماء بنت عميس، وهي ممن قدم معنا- على حفصة زوج النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- زائرة، وقد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر.

قال: فدخل عمر على حفصة وأسماء عندها، فقال عمر حين رأى أسماء عندها: من هذه؟ قالت: أسماء بنت عميس، قال عمر: هذه الحبشية البحرية، فقالت أسماء: نعم، قال عمر: سبقناكم بالهجرة، فنحن أحق برسول الله -صلى الله عليه وسلم- منكم، قال: فغضبت، وقالت كلمة: كذبت يا عمر، كلا والله، كنتم مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يطعم جائعكم، ويعلم (?) جاهلكم، وكنا في دار -أو في أرض- البعداء والبغضاء بالحبشة، وذلك في الله، وفي رسوله، لا أطعم طعامًا، ولا أشرب شرابًا، حتى أذكر ما قلت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن كنا نؤذى ونخاف، وسأذكر ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأسأله، ووالله لا أكذب ولا أزيغ، ولا أزيد على ذلك، فلما جاء النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- قالت:

-[164]- يا رسول الله! إن عمر قال كذا كذا، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "فما قلت له"، قالت: قلت [له] (?) كذا وكذا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ليس بأحق بي منكم، وله ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم أنتم يا أهل السفينة هجرتان".

قال: فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتوني أرسالًا يسألوني عن هذا الحديث، ما من الدنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

قال أبو بردة: قالت أسماء فلقد رأيت أبا موسى، وإنه ليستعيد هذا الحديث مني (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015