10051 - حدثنا أبو الأزهر، ويزيد بن سنان، قالا: حدثنا وهب بن جرير (?)، حدثنا أبي، عن أبي رجاء العطاردي، عن سمرة ابن جندب، قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى الصبح فسلم، أقبل عليهم بوجهه فقال: "هل رأى أحد منكم رؤيا الليلة"؛ فإن كان أحدٌ رأى رؤيا قصها عليه، فقال فيها ما شاء الله أن يقول، فسلم يومًا من صلاة الصبح، ثم أقبل علينا بوجهه فقال: "هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا"؟ قلنا: لا، قال: "لكني رأيت في النوم رجلين (?) أتياني، فأخذا بيدي،
-[20]- فأخرجاني إلى أرض مستوية، أو أرض فضاء، فإذا رجل قاعد، ورجل قائم على رأسه، في يده كلوب من حديد، يُدخله في شدقه (?)، فيشقه حتى يبلغ قفاه، ثم يخرجه من شدقه، فيدخله في الشدق الآخر حتى يبلغ قفاه، فيعود فيه، فهو كما كان قبله، فقلت (?): ما هذا؟ فقالا: انطلق، فانطلقنا حتى انتهينا إلى رجل مستلق على قفاه، ورجل قائم على رأسه، يزيده صخرة يشدخ (?) بها رأسه، فإذا ضربه بها تدهدأ (?) الحجر، فانطلق ليأخذ (?)، وعاد رأسه كما كان، فيعود فيه، فهو كذاك (?)، فقلت (?): ما هذا؟ فقالا: انطلق، فانطلقنا حتى ننتهي إلى بيت قد بني مثل (?) بناء التنور، أسفله واسع، وأعلاه ضيق، يوقد تحته
-[21]- نار، فيه رجال ونساء، فإذا أوقدت ارتفعوا حتى كادوا أن يخرجوا من البيت، فإذا خمدت رجعوا فيه، فقلت: ما هذا؟ قالا (?): انطلق، فانطلقنا حتى ننتهي إلى نهر من دم، فيه رجل قائم في وسطه، ورجل على شاطئ النهر، وبين يديه حجارة، فيقبل الذي في النهر، حتى إذا أراد أن يخرج، رمى هذا في فيه بحجر، فرده حيث كان، فهو كذلك (?)، قلت: ما هذا؟ قالا: انطلق، فانطلقنا حتى ننتهي إلى روضة (?) خضراء، فيها شجرة عظيمة، تحتها شيخ قاعد وحوله صبيان، ورجل قريب منه يوقد نارًا ويحشّشها (?)، فأخذا بيدي فصعدا بي في الشجرة، فأدخلاني دارًا، لم (?) أر دارًا قط أحسن منها، فيها رجال شبان وشيوخ، ونساء، وصبيان، ثم أخرجاني منها،
-[22]- فصعدا بي في الشجرة، فأدخلاني دارا هي أحسن من الأولى، فإذا فيها (?) رجال شيوخ وشبان (?)، فقلت لهما: إنكما قد طوفتما بي منذ الليلة، فأخبراني عن ما رأيت؟ قالا (?): أما الرجل الأول الذي قد رأيت، ورجل على رأسه [قائم] (?) وبيده كلوب من حديد، يشق به شدقه، فذاك رجل كذاب، يكذب الكذبة فتبلغ الآفاق، فهو يصنع به ما رأيت إلى يوم القيامة، وأما الذي رأيت مستلقيًا، ورجل قائم على رأسه، بيده صخرة يشدخ بها رأسه، فإن ذاك رجل علمه الله القرآن، فنام عنه بالليل، ولم يعمل بما فيه بالنهار، فهو يصنع به ما رأيت إلى يوم القيامة، وأما الذي رأيت في البيت فهم الزناة، وأما الذي رأيت في النهر (?) الدم، فذاك آكل الربا، وأما الشيخ الذي رأيت في أصل الشجرة، فذاك إبراهيم خليل الله، والصبيان حوله: أولاد المسلمين، أو أولاد الناس -شك وهب-، وأما النار التي (?) رأيت قريبًا منه، يوقدها
-[23]- رجل يَحُشّها (?)، فتلك النار، وذلك مالك خازن النار، وأما الدار الأولى، فدار عامة المؤمنين، وأما هذه فدار الشهداء، وأنا جبريل وهذا ميكائيل، ثم قالا: ارفع رأسك فانظر، فرفعت رأسي، فإذا مثل السحاب فوق رأسي، فقالا لي: ذاك منزلك، قلت: فدعاني آتي منزلي، فقالا لي: إنه قد بقي لك عمل لم تستكمله، ولو قد استكملته أتيت منزلك" (?).