أما موضوع كتاب أبي عوانة رحمه الله: فحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والآثار عن صحابته والتابعين؛ التي رواها بأسانيد مسلم في صحيحه، كذلك ما رواه أحمد بن سلمة النيسابوري في صحيحه، وهذا الأخير مقصود أبي عوانة بقوله -أحيانًا "من هُنا لَم يخرِّجَاه (?) " أو يشير إليهما بصِيغة الجَمع -نادرًا-: "لَم يخرِجُوه (?) " أو "لم يخرجْه أصحابنا (?) " ونبَّه على ذلك الحافظ ابن حجر؛ فقد قال: "ولا يُظنُّ أنه يعني بذلك البخاري ومسلمًا، فإني قد استقرأت صنيعه في ذلك فوجدته إنما يعني مسلمًا وأبا الفضل أحمد بن سلمة (ت / 286 هـ) فإنه كان قرين مسلم وصنَّف مثل مسلم (?) ".
على أنَّ الإمام الذهبي رحمه الله سبق الحافظ بقول كهذا، بل له فائدة أخرى، فقد قال رحمه الله في أثناء ترجمته لأحمد بن سلمة هذا: "له مستخرجٌ كهيئة صحيح مسلم (?) "، وهذا يُرشد إلى أنَّ كتاب أحمد بن سلمة: