619 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفِيُّ، ثنا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ الْبَجَلِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ مَلِكًا مِنَ الْمُلُوكِ خَرَجَ يَسِيرُ فِي -[289]- مَمْلَكَتِهِ، وَهُوَ مُسْتَخْفٍ مِنَ النَّاسِ، فَنَزَلَ عَلَى رَجُلٍ لَهُ بَقَرَةٌ، فَرَاحَتْ عَلَيْهِ تِلْكَ الْبَقَرَةُ، فَحَلَبَتْ، فَإِذَا حِلَابَهَا مِقْدَارُ ثَلَاثِينَ بَقَرَةً. قَالَ: فَأُعْجِبَ الْمَلِكُ بِهَا، وَقَالَ: مَا صَلُحَتْ هَذِهِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ لِي، فَإِذَا صِرْتُ إِلَى مَوْضِعِي، بَعَثْتُ إِلَيْهِ فَأَخَذْتُهَا. قَالَ: وَأَقَامَ إِلَى الْغَدِ، فَغَدَتِ الْبَقَرَةُ إِلَى مَرْعَاهَا، ثُمَّ رَاحَتْ فَحَلَبَتْ، فَإِذَا حِلَابَهَا قَدْ نَقَصَ عَنِ النِّصْفِ، وَجَاءَ حِلَابُ خَمْسَ عَشْرَةَ بَقَرَةً. قَالَ: فَدَعَا الْمَلِكُ رَبَّهَا، فَقَالَ لَهُ: هَلْ رَعَتْ فِي غَيْرِ مَرْعَاهَا بِالْأَمْسِ، أَوْ شَرِبَتْ فِي غَيْرِ مَشْرَبِهَا بِالْأَمْسِ؟ قَالَ: مَا رَعَتْ فِي غَيْرِ مَرْعَاهَا بِالْأَمْسِ، وَلَا شَرِبَتْ فِي غَيْرِ مَشْرَبِهَا بِالْأَمْسِ. قَالَ: مَا بَالُ لَبَنِهَا قَدْ نَقَصَ؟ قَالَ: يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ الْمَلِكُ قَدْ هَمَّ بِأَخْذِهَا. فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: وَأَنْتَ مِنْ أَيْنَ يَعْرِفُكَ الْمَلِكُ؟ فَقَالَ لَهُ: هُوَ كَمَا أَقُولُ لَكَ، فَإِنَّ الْمَلِكَ إِذَا ظَلَمَ، أَوْ هَمَّ بِظُلْمٍ ذَهَبَتِ الْبَرَكَةُ، أَوْ قَالَ: ارْتَفَعَتِ الْبَرَكَةُ. قَالَ: فَعَاهَدَ الْمَلِكُ رَبَّهُ فِي نَفْسِهِ أَنْ لَا يَأْخُذَهَا، وَلَا تَكُونَ لَهُ فِي مِلْكٍ أَبَدًا. قَالَ: وَأَقَامَ الْغَدَ، ثُمَّ غَدَتِ الْبَقَرَةُ إِلَى مَرْعَاهَا، فَحَلَبَتْ، فَإِذَا حِلَابُهَا قَدْ عَادَ إِلَى مَا كَانَ. قَالَ: فَدَعَا صَاحِبَهَا، فَقَالَ لَهُ: هَلْ رَعَتْ بَقَرَتُكَ فِي غَيْرِ مَرْعَاهَا بِالْأَمْسِ؟ أو شَرِبَتْ فِي غَيْرِ مَشْرَبِهَا بِالْأَمْسِ قَالَ: لَا. قَالَ: فَمَا بَالُ لَبَنِهَا قَدْ عَادَ؟ قَالَ: يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ الْمَلِكُ قَدْ هَمَّ بِالْعَدْلِ. قَالَ: فَاعْتَبَرَ الْمَلِكُ، وَقَالَ: لَا جَرَمَ، وَلَأَعْدِلَنَّ، وَلَأَكُونَنَّ عَلَى أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. أَوْ نَحْوَ هَذَا "