وأما إذا سكنها المسلمون وبنوا بها مساجدهم, فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تصلح قبلتان بأرض" (?) . وفي أثر آخر: "لا يجتمع بيت رحمة وبيت عذاب" (?) . والمسلمون قد كثروا بالديار المصرية, وعمرت في هذه الأوقات؛ حتى صار أهلها بقدْر ما كانوا في زمن صلاح الدين مراتٍ متعددة. وصلاح الدين وأهل بيته كانوا يذلون النصارى, ولم يكونوا يستعملون منهم أحداً من أمرٍ من أمور المسلمين أصلاً.

ولهذا كانوا مؤيدين منصورين على الأعداء مع قلة المال والعدد. فيما قويت شوكة النصارى والتتار بعد موت العادل (?) , أخي صلاح الدين, حتى إن بعض الملوك أعطاهم بعض مدائن المسلمين. وحدثت حوادث بسبب التفريط فيما أمر الله (?) به ورسوله صلى الله عليه وسلم، فإن الله تعالى يقول: {وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [سورة الحديد - 25] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015