ولم يجد وسيلة يتذرع بها لإثبات هذه «الفرية» إلا محاولة خداع القارئ بذكر بعض ما ورد في كتب السنّة من أحاديث الناسخ والمنسوخ واختلاف القراءات.
وهذا لا مستمسك لهم به، ومسألة النسخ والقراءات مما وقع في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وثبت عنه، والروافض أنفسهم يقرون بهذا؛ قال الطبرسي (?) في «مجمع البيان» : (ومنها ما يرتفع اللفظ ويثبت الحكم كآية الرجم) (?) .
والقارئ المسلم يعجب لهذا المسلك من بعض الروافض (?) فهم يزعمون أنهم ينكرون التحريف ويحاولون تبرئة مذهبهم من هذه "الدعوى"، ولكن أسلوبهم وطريقتهم في الدفاع توحي بأنهم يحاولون إثبات التحريف - سواء قصدوا ذلك أو لم يقصدوه - ذلك أنهم وهم يحاولون تبرئة مذهبهم من هذا القول؛ في الوقت نفسه يضللون القارئ بشبه وافتراءات يزعمون أنها أدلة من طريق السنّة توحي بالتحريف، وأنها تشاكل ما جاء في كتبهم، وهذا مسلك غريب وهو شاهد على عدم نقاوة أصحاب هذا الأسلوب من لوثة ذلك الاعتقاد.