فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرهم في الحديث – في هذا الحال المهم، والسؤال الأهم – عن الإيمان بأركان الإسلام، فدل على أنهما بمعنى واحد، مما يفيد أن أحدهما يغني عن الآخر عند الإفتراق.

وفي الباب أحاديث غير هذه كثيرة جداً تدل على هذا المقصد، وفيما نقلت الكفاية إن شاء الله (?) .

* * *

زيادة الإيمان ونقصانه:

والبحث فيهما فرع عما سبق من أصل الاختلاف في الإيمان من كونه شيئاً واحداً لا يتجزأ بأن يذهب بعضه وكذا باجتماع الثواب والعقاب، والحسنة والسيئة في العبد الواحد.

فإن الحق الواجب اعتقاده والإيمان به، أن الإيمان يزيد بالإخلاص والطاعات والمسارعة إلى رضوان الله، وتقديم مرضاته وتتبع محابَّه حتى يَستكمل الإيمان في العبد.

وكذا عكسه بأن الإيمان ينقص ويقل كلما ارتكب العبد المحرمات واقترف المنهيات، وفرغ قلبه من تحقيق معاني الألوهية ومعاني أسماء الله وصفاته، وأمره وشرعه حتى يزول الإيمان بالكلية، فتستحكم الشهوات والشبهات عليه؛ فيكون القلب عندئذ أسودَ لا بياض فيه.

يدل على ذلك الأدلة الشرعية والواقع المشاهد.

وذلك أن المؤمن المتقي لله، إنما يتقيه ويؤمن به لقوة الوازع الديني في قلبه.

والعاصي – وهو فاعل الذنب الصغير-، والفاسق – وهو فاعل الكبيرة – لا يعصي ربه إلا بعد ضعف وازع الدين في قلبه!

ومن فضل الله علينا وعلى الناس تكامل دلالة الكتاب الكريم والسنة النبوية المطهرة، والآثار السلفية عن الصحابة ومن بعدهم في تأكيد هذه المسألة، وهذا طرف من ذلك.

الأدلة من القرآن على زيادة الإيمان ونقصانه:

فمن ذلك:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015