من القطعة الثانية لنسخة آيا صوفيا المعتمدة في التحقيق، فقد عولت في تحقيقها على «دول الإسلام» للذهبي، واعتبرته نسخة ثانية عن تاريخ هذه السنوات، ورمزت له على مدار التحقيق باسم صاحبه (الذهبي) ، ولا أعدو الحقيقة إذا ما قلت إنه لولا هذا التاريخ لما أمكنني الوصول إلى الصورة الصحيحة للنص، ذلك أن دور الذهبي هنا لا يختلف عن دور أبي الفداء فيما يخص السنوات السابقة، بل إن تأثير الذهبي كان أشد، لأننا لم نلحظ أدنى تدخل للمؤلف في كل ما نقله عنه، وإذا كانت هناك فروق طفيفة في قراءة بعض الكلمات والأسماء ما بين نسختنا وتاريخ الذهبي تصل أحيانا حد التناوب في التصحيف والتحريف وحتى في الخطأ، فالأولى أن يعزى ذلك إلى اختلاف النّسخ والنّساخ.
لا تختلف خطتنا في تحقيق هذا السفر عن سابقتيها في تحقيق السفرين الرابع والسادس والعشرين من هذه «الموسوعة» طالما أننا نتجه في النهاية نحو غاية واحدة محددة هي: إثبات ما كان ينوي المؤلف فعلا أن يقوله، كما أن خطواتنا للوصول إلى هذه الغاية تكاد تكون متطابقة في الأسفار الثلاثة على صعيدي الشكل والمضمون.
فعلى الصعيد الأول: «1»
1- احتفظت بالترقيم الأصلي للمخطوط، وذلك بتخصيص قوسين داخل السياق لهذا الغرض.
2- كتبت النص على وفق الرسم الكتابي الحديث والمتداول متداركا بذلك ما قد سلف من الرسوم، وهو ما تطلب مني تحقيق الهمز، وإثبات الألف المتوسطة