من السمات التي تواضعت عليها المدرسة التاريخية المملوكية بجناحيها المصري والشامي. إنّ عبارات من مثل: هذا آخر ما وجدته بخط فلان، أو آخر ما جمعته، أو انتقيته، أو سلخته من تاريخ كذا ... تبدو مألوفة في سياق المجهود التاريخي المملوكي، ولدينا تواريخ ربما لم ينشئ أصحابها فيها صفحة واحدة، وإنما قاموا بتركيبها أو تلفيقها من تواريخ متعددة، بل إن بعض هؤلاء ما كان ليرسل نظره فيما ينقل كما حكى ابن حجر العسقلاني عن معاصره بدر الدين العيني:
« ... وذكر أن الحافظ عماد الدين بن كثير عمدته في تاريخه، وهو كما قال، لكن منذ أن انقطع ابن كثير صارت عمدته على تاريخ ابن دقماق حتى كان يكتب منه الورقة الكاملة متوالية، وربما قلده فيما بهم فيه حتى في اللحن الظاهر مثل: أخلع على فلان ... ، وأعجب منه أن ابن دقماق يذكر في بعض الحادثات ما يدل أنه شاهدها، فيكتب البدر كلامه بعينه بما تضمنه، وتكون تلك الحادثة وقعت بمصر، وهو في عينتاب ... » «1» !