هذا هو السفر الرابع والعشرون من موسوعة كتاب (مسالك الأبصار في ممالك الأمصار) لابن فضل الله العمري، ويتألف الكتاب من سبعة وعشرين سفرا سجل فيه تراث الأمة على مدى سبعمائة عام أو يزيد، فقد حفظ وسجل الجوانب الحضارية والعلمية والاجتماعية والسياسية، وتحدث عن الدول التي قامت ثم اندثرت وترجم لرجالها وعلمائها من الفقهاء والقراء والمحدثين والفلاسفة والأطباء والمؤرخين والشعراء والأدباء والمغنين، وتحدث فيه عن البلدان والمواضع وعادات الشعوب والأديان والنحل والفرق الإسلامية وغير الإسلامية.
واختص هذا الجزء بتاريخ الدول العربية الإسلامية من بني هاشم وبني أمية في الشام والعراق ومصر والأندلس، مصورا حياة الدول في جوانبها السياسية والإدارية والحضارية، في أحوالها الزاهية المزدهرة في عهود تقدمها، وكذلك أحوالها في حال تخلفها وتضعضعها وانحدارها نحو السقوط بسبب التناحر على السلطة واقتطاع الممالك وتجزيئها ثم اندثارها، وقد امتدت حياة هذه الدول قرابة سبعة قرون ابتداء من حكم معاوية بن أبي سفيان وانتهاء بسقوط الدولة العباسية على يد التتار سنة 656 هـ