2- وعند غلامي وهو عيسى لعبده ... أبي الدّرّ ياقوت هوى الواله الصّب

3- وقد سامه «1» التّكبيس يطلب ختله ... كما يختل الذّئب الغزال من السّرب

4- ولبّسه «2» عيسى فراعته آية ... أرته عصا موسى فخاب من الضّرب

5- ومرّ ولو كان استقرّ مكانه ... لقد كان محمولا على مركب صعب

6- وأقبل مذعورا وقال بعثتني ... لصدر على الأعجاز أصبح ذا نصب «3»

7- وقال رأت عيني ثلاثة أرجل ... وواحدة منهنّ مشؤومة الكعب

8- إذا كبسته راحتاي تحرّكت ... وقامت على ساق كوصفك للحرب

9- إلى معدن الياقوت كان سلوكها ... وما فكّرت في بعد أرض ولا قرب

10- وفي النّظم للياقوت فهي بصيرة ... وكم عانت الأحجار بالحلّ والثّقب

11- فلا هديت رجل «4» تروم بوطئها ... مدائن لوط وهي في الجانب الغربي

12- وسل عدنا عن زفّة «5» طار ذكرها ... لثاو وسار في السّنين وفي الرّكب

13- وقد زفّ في ضوء من الشّمع أسود ... حكى وحكت ليلا ترصّع بالشّهب

14- بدا اللّيل فيها والنّهار لأعين ... رأت عجبا لا يلصق الهدب بالهدب

15- وقد نزل العاج في آبنوسة «6» ... له حيّة رقطاء تنهشّ في القلب

- 56-

طور بواسطة نورين ميديا © 2015