بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذا هو السفر الرابع من" مسالك الأبصار في ممالك الأمصار" لشهاب الدين أحمد بن يحيى بن فضل الله العمريّ الدمشقيّ المتوفى بها سنة 749 هـ/ 1349 م، وفيه من الباب السابع إلى الباب الخامس عشر، وقد اختصّ به صاحبه ممالك الإسلام في اليمن، والغرب الإسلاميّ في امتداده الإفريقيّ (شمال ووسط إفريقية) ، والأوروبيّ (الأندلسي) ، إضافة إلى باب خاصّ عقده في ذكر العرب الموجودين في زمانه" لمناسبة بينه وبين الأبواب السابقة، إذ مساكن العربان متخللة لأكثر الممالك (المذكورة) ، أو مجاورة لها" «1» على حدّ تعبيره.
وقد بدأ العمريّ كتابه هذا في سنة 738 هـ/ 1337 م، واستمرّ به حتى سنة وفاته، ومات ولم يكمله، واعتمد في تصنيفه على طائفة من المصادر الخطية والشفهية تبدو أهميتها في الجانب الأول في الاحتفاظ بنصوص باتت مفقودة في وقتنا الحاضر كتلك النصوص التي نقلها من كتاب" المغرب في حلى المغرب" لابن سعيد المغربي «2» (ت 685 هـ/ 1286 م) ، وفي الجانب الثاني في التوفر على معلومات وأخبار تتعلق بالممالك- موضوع الكتاب- نقلها عن رجال زاروا تلك الممالك، أو أقاموا فيها، أو خدموا لدى سلاطينها.