فيا من بذلت ودادي له ... فما لأت حورا على كوره

بودّ تبلّج عن نوره ... وقصد تفرّخ عن نوره

فهشّ كما ليس يخفى عليك ... بشطر القيام إلى زوره

وبايعته بيمين الرّضا ... وغضّ الجفون على هوره

وقلت لحنظل أخلاقه: ... ألا حبذا الأري في شوره

ولو كان ذلك من غيره ... طممت بنجدي على غوره

ولا عبته بكعاب الرّجوع ... فقامرني بيدي على غوره

وكان حديثي لمّا رجعت ... حديث الفتى مع سنّوره

فلم أدر فيما جفا ضيفه ... ولم سكن البرّ من فوره

أللزّمن النّي في حكمه ... أم الفلك الغثّ في دوره

وكاتبته أستمدّ الوداد ... كملتمس الدّرّ في ثوره

فقابل صرفي بممزوجه ... وواجه درّي ببللوره

وجشّم أقدام إقدامه ... يلوح التّكلّف في موره

وزار وزرناه عن قصده ... بما ليس يخجل في زوره

هلمّ إلى منبت المكرمات ... اواينا منتحى سوره

«1»

وأما الخطاب فأنت ابتدأت ... ودونك زند المنى أوره

فلمّا وردت عليه الأبيات، أبرزت باطنه، وحرّكت ساكنه، وأخرجت دفائن صدره، ورفعت أذيال ستره، وملأ قلبه ولحيته تهديدا؛ فكتبنا إليه «2» : [الهزج]

أعنّي يا أبا بكر ... على نفثة مصدور

على ودّك مطويّ ... وعن عتبك منشور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015