مات من لم يمت ذكره، ولقد خلّد من بقي نظمه ونثره.

وسئل بعض علماء الأدب عن الحريريّ والبديع في مقاماتهما، فقال: لم يبلغ الحريريّ أن يسمّى بديع يوم، فكيف يقارب بديع زمان!.

* ومن نثره قوله «1» : وقد نظرت في المرآة فوجدت الشيب يتلّهب وينهب، والشّباب يتأهّب ويذهب، وما أسرج هذا الأشهب إلّا لسير، وأسأل الله خاتمة خير.

ومنه قوله «2» : أبرزت «3» باطنه، وحركت ساكنه، وأخرجت دفائن صدره، ورفعت أذيال ستره؛ فملأ فكيه وعيدا، ولحييه تهديدا «3» ، وكان جوابنا أن قلنا: بعض الوعيد يذهب في البيد «4» : [السريع]

جاء شقيق عارضا رمحه ... إنّ بني عمّك فيهم رماح

إنّا نقتحم الخطب، ونتوسط الحرب «5» : [المتقارب]

فأرضك أرضك إن تأتنا ... تنم نومة ليس فيها حلم

ومتى شئت لقيت خصما ضخما، ينهشك قضما، ويأكلك خضما؛ فجعل الشيطان يثقّل بذلك أجفان طرفه، ويقيم به شعرات أنفه «6» : [الوافر]

وحتّى ظنّ أنّ الغشّ نصحي ... وخالفني كأنّي قلت هجرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015