بالطلاق أن يغنيهما، على أنهما إن نهياه عن الغناء بعد أن يسمعا منه تركه أبدا، فوقفا له وغناهما: «1» [المديد]

إخوتي لا تبعدوا أبدا ... وبلى والله قد بعدوا

فغشي على ابن جريج، وقام عطاء فوقف.

قال إسحاق: كان ابن سريج عند بستان ابن عامر، فغنّى بلحنه في هذا الشعر: «2» [مجزوء الوافر]

لمن نار بأعلى الخب ... ت دون البئر ما تخبو

أرقت لذكر موقعها ... فحنّ لذكرها القلب

فجعل الحجاج يركب بعضهم بعضا، حتى جاء إنسان من آخر القصرات فقال: يا هذا، قد قطعت على الحجاج وحبستهم، والوقت قد ضاق، فاتق الله وقم عنهم، فقام وسار الحجاج.

قال إسحاق، قال ابن مقمّة: دخلت على ابن سريج في مرضه الذي مات فيه، فقلت: كيف أصبحت يا أبا يحيى؟ [ص 68] قال: أصبحت والله كما قال الشاعر «3» [الوافر]

كأنّي من تذكّر ما ألاقي ... إذا ما أظلم الليل البهيم

سقيم ملّ منه أقربوه ... وأسلمه المداوي والحميم «4»

ثم مات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015