قال: أهدى رجل إلى ابن جامع كلبا، فقال: ما اسمه؟ قال: لا أدري، فأخرج دفترا فيه أسماء الكلاب فجعل يدعوه باسم اسم حتى أجابه.
مغنية المدينة ومغنية أهلها عن كل زينة، وكان بيتها منتدى الظرفاء ومنتأى الشرفاء، وفتنة لأهل القريتين، ومظنة لسكان الحرّتين «2» ، لا يفتأ فتيان الحي تبغي ائتلافها وتولي الودّ ورّادها وألافها، ونوت نية صالحة في ترك الغناء فما تركت، وكثر عليها فلو لم تكفّ «3» لأصبحت المدينة وكم فيها مهجة سفكت [ص 57] .
قال أبو الفرج، قال إسحاق: بلغني أن جميلة قعدت يوما على فرش لها وقالت لآذنتها: لا تحجبي اليوم عنّا أحدا، واقعدي على الباب، وكلّ من مرّ فاعرضي عليه مجلسي، ففعلت ذلك حتى غصّت الدار بالناس، فقالت جميلة:
اصعدوا إلى العلالي، فصعدت جماعة حتى امتلأت «4» السطوح، وتعالى النهار، واشتد الحر، فاستسقى الناس الماء، فدعي لهم بالسويق «5» ، فشرب من أراد، وقام على رؤؤسهم الجواري بالمناديل والمراوح الكبار، ثم قالت: إني رأيت في