يبدأ هذا الجزء بقول المؤلف بعد البسملة: (ربنا افرغ علينا صبرا وأعن، وممن يعد من الحكماء أهل علم الموسيقا إذ هو من الطبيعي، وقد أتيت منهم على مشاهير أهل الغناء ممن ذكره أبو الفرج الأصفهاني في كتابه الجامع، وفي كتاب الإماء، وممن ذكره ابن ناقيا النحوي البغدادي في كتاب المحدث ثم ذيلت ذلك بما نظرته في الكتب والتقطته منها التقاط الفرائد من السحب) .

وفي جانب الصفحة الأولى في بداية الكتاب ختم دائري فيه: (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله) وفيه أيضا رسم طغراء، وتحت الختم وبخط فارسي جميل: (وقف هذه النسخة الجليلة سلطاننا الأعظم الخاقان المعظم مالك البرّين والبحرين خادم الحرمين الشريفين السلطان بن السلطان، السلطان الغازي محمود خان، وقفا صحيحا شرعيا مصححا لمن طالع وتبصر واعتبر ويذكر لي أجزل الله تعالى لواءه المعظم أحمد شيخ زاده.. أوقاف الحرمين الشريفين غفر الله لهما) .

وفي الصفحة 253 من الأصل المخطوط تعليق لعلي الحمودي الحنفي بعد قول المصنف: (هذا آخر ما يقع عليه الاختيار من جامع أبي الفرج الأصفهاني، اقتصرت فيه على ما ذكره من مشاهير المغاني، وقد بقيت مدة لا أجد ما أذيل عليه، ولا ما أصله به إلى زماننا هذا على ما جرينا عليه في جميع هذا الكتاب) . ويعلق الحنفي على هذا الكلام بخط فارسي كبير في أعلى الصفحة:

(أقول إن المؤلف لم يحرر كلامه هنا ولم يستوف تراجم الأغاني، فإن كثيرا ممن ذكره هنا إلى آخر هذا الباب مذكور في الأغاني، يعلم ذلك من استوفى للأغاني نظرا، وقد طالعته ثلاث مرات، وأنت ترى جماعة من هذا الذيل قبل زمن أبي الفرج بمدد ولا يشذوا (كذا) عنه مع كثرة اطلاعه واستيعابه المجمع على سعة مادته وتقصيه وتغضيه، والمؤلف معذور طالت عليه الشقة وأراد التبجح عند من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015