الكلام في المجالس العامة، ثم تكلم، وهو رجل قد جمع الله عليه من القلوب، وجمع له من أشتات ما لا هو في ظنّ ظانّ، هذا إلى حسن الشكل، وتنوير الوجه، والصورة، وجمال الذات والهيئة، وجودة الخط، وحسن اللفظ، وبراعة اللسان، وكرم النفس، وجميل السجايا، فآها لدهر فرّق بيننا وبينه، وزمان أبعد المدى عنه.
وله نظر ثاقب في الأدب، ونظم بديع [فمن شعره ما أورده في كتابه المتشابه في الربانيات قوله:
تشاغل عنا بوسواسه ... وكان قديما لنا يطلب
محبّ تناسى عهود الهوى ... وأصبح في غيرنا يرغب
ونحن نراه ونملي له ... ويحسبنا أننا غيّب
ونحن إلى العبد من نفسه ... ووسواس شيطانه أقرب «1»